الرُّصَافِيِّ عَنْ مَالِكٍ الْمَازِنِيِّ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ : أَتَانِي مُعَاوِيَةُ وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ وَأَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ ، فَقَالُوا : جِئْنَاكَ نَسْأَلُكَ عَنْ هَذَا الرَّجُلِ يَعْنُونَ عَلِيّاً (عليه السلام) فَقُلْتُ : هُوَ أَحْلَى عِنْدِي مِنَ الْعَسَلِ وَأَمَرُّ عِنْدَكُمْ مِنَ الدِّفْلَى وَأَخَفُّ عَلَى فُؤَادِي مِنَ الرِّيشِ (١) وَأَثْقَلُ عَلَيْكُمْ مِنَ الْجِبَالِ الرَّوَاسِي ، أَوْ قَالَ : مِنَ الْجَبَلِ الرَّاسِي ، مَنْ حَادَ عَنْهُ أَخْطَأَ الطَّرِيقَ ، وَمَنْ لَزِمَهُ سَلَكَ الْحُدُودَ (٢) أَمِنَ الْعِثَارَ ، فَهُوَ شَمْسُ اللهِ الْمُنِيرَةُ وَسَبِيلُهُ الْوَاضِحُ وَعِلْمُهُ اللَّائِحُ ، نُورٌ لِمَنْ لَزِمَهُ ، وَشِفَاءٌ لِمَنِ اقْتَدَى بِهِ ، حُجَّةُ اللهِ عَلَى خَلْقِهِ وَبَابُ حِطَّتِهِ و (مَنْ [دَخَلَهُ) وَسَلَكَ مَسَالِكَهُ] (كانَ آمِناً) ، وَمَنْ تَرَكَهُ كَانَ خَائِباً. أَمَا وَاللهِ مَا حِدْتُمْ عَنْهُ إِلَّا لِخُشُونَةِ مَأْكَلِهِ وَتَقَصِّي أُمُورِهِ ، وَاللهِ لَوْ أَلْعَقَكُمُ [لفقكم] اللهُ مِنَ الدُّنْيَا حَسَوَاتِهَا مَا ابْتَغَيْتُمْ بِهِ بَدَلاً ، وَوَ اللهِ مَا عَلِيّاً (عليه السلام) أَرَدْنَا بِمَا قُلْنَا ، وَمَا أَرَدْنَا بِهِ إِلَّا اللهَ وَحْدَهُ ، ثُمَّ الْقُرْبَةَ إِلَى رَسُولِهِ (صلىاللهعليهوسلم) (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) (٣).
__________________
(١) وفي «ش» و «ح» : من البرنس.
(٢) وفي «ح» و «ش» : الجدد.
(٣) سورة الشّعراء ، الآية : ٢٢٧. قال العلّامة المجلسي (ره) في بحار الأنوار ج ٢٢ (صلىاللهعليهوسلم) ١٢٧ نقلا عن تفسير الفرات الكوفي : عبيد بن كثير معنعنا عن مالك المازني قال : أتى تسعة نفر إلى أبي سعيد الخدريّ فقالوا : يا أبا سعيد هذا الرّجل الّذي يكثر النّاس فيه ما تقول فيه؟ فقال : عمّن تسألوني؟ قالوا : نسأل عن عليّ بن أبي طالب عليهالسلام فقال : أما إنّكم تسألوني عن رجل أمّر من الدّفلى ، وأحلى من العسل ، وأخفّ من الريشة ، وأثقل من الجبال ، أما والله ما حلا إلّا على ألسنة المؤمنين ، وما أخفّ إلّا على قلوب المتّقين ، فلا أحبّه أحد قطّ