٢٦٣ ـ قَالَ الْوَاقِدِيُّ : وَحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ (١) ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ (٢) ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ (٣) ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : تَنَازَعَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ وَرَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي شَيْءٍ فَتَسَابَّا ، فَلَمَّا كَادَ الرَّجُلُ يَعْلُو عَمَّاراً فِي السِّبَابِ قَالَ عَمَّارٌ : كَمْ كَانَ أَصْحَابُ الْعَقَبَةِ؟ قَالَ : اللهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : أَخْبِرْنِي عَنْ عِلْمِكَ بِهِمْ ، فَسَكَتَ الرَّجُلُ ، فَقَالَ بَعْضُ الْحَاضِرِينَ : بَيِّنْ لِصَاحِبِكَ مَا سَأَلَكَ عَنْهُ ، وَإِنَّمَا يُرِيدُ عَمَّارٌ أَشْيَاءَ قَدْ خَفِيَتْ عَلَيْهِمْ ، فَكَرِهَ الرَّجُلُ أَنْ يُحَدِّثَهُ فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَى الرَّجُلِ يَسْأَلُونَهُ ، فَقَالَ الرَّجُلُ : كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّهُمْ كَانُوا أَرْبَعَةَ عَشَرَ رَجُلاً ، فَقَالَ عَمَّارٌ : فَإِنَّكَ كُنْتَ فِيهِمْ فَهُمْ خَمْسَةَ عَشَرَ ، فَقَالَ الرَّجُلُ : مَهْلاً ، أُذَكِّرُكَ اللهَ أَنْ تَفْضَحَنِي ، فَقَالَ عَمَّارٌ : وَاللهِ مَا سَمَّيْتُ أَحَداً (٤) مِنْهُمْ وَلَكِنِّي أَشْهَدُ أَنَّ الْخَمْسَةَ عَشَرَ رَجُلاً ، فَاثْنَا عَشَرَ مِنْهُمْ حَرْبٌ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ (فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ ، يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) (٥).
__________________
(١) هو : إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأنصاري الأشهلي المتوفّى (١٦٥) أنظر تهذيب الكمال ج ٢ ، (صلىاللهعليهوسلم) ٤٢ ، رقم : ١٤٦.
(٢) هو : داود بن الحصين القرشي الأموي أبو سليمان المدني المتوفّى (١٣٥) أنظر تهذيب الكمال ج ٨ ، (صلىاللهعليهوسلم) ٣٧٩ ، رقم : ١٧٥٣.
(٣) هو : جابر بن عبد الله الأنصاري السّلمي أبو عتيق المدني المتوفّى () أنظر تهذيب الكمال ج ١٧ ، (صلىاللهعليهوسلم) ٢٣ ، رقم : ٣٧٨٠.
(٤) وفي «ح» : رجلا.
(٥) سورة غافر ، الآية : ٥٢.