فوصف الله تعالى الوليّ بفضله ، ودلّ (١) عليه بشخصه ، وقرن ولاية المدلول عليه الموصوف بالصّلاة والزّكاة في حال الرّكوع بولاية الرّسول (صلىاللهعليهوسلم) ، فنحن نطالب بأن يدلّ على المدلول عليه ، فليجعلوه من شاؤا بعد أن يقيموا ، فإنّ هذه الإمامة مفترضة طاعة لله عزوجل ، وقد دلّ على شيء من الأشياء ، ولا يجوز أن يجعل قول الله عزوجل هزوا ، ثمّ قال رسول الله (صلىاللهعليهوسلم) يوم غدير خم ما ذكرناه من قبل (٢) ثمّ دعا
__________________
= سلام قال : لمّا نزلت هذه الآية قلت : يَا رَسُولَ اللهِ أَنَا رَأَيْتُ عَلِيّاً تَصَدَّقَ بِخَاتَمِهِ عَلَى مُحْتَاجٍ وَهَو رَاكِعٌ فَنَحْنُ نَتَوَلَّاهُ. وَرُوِيَ عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ الَّلّهِ (صلىاللهعليهوآلهوسلم) يَوْماً صَلَاةَ الظُّهْرِ ، فَسَأَلَ سَائِلٌ فِي الْمَسْجِدِ فَلَمْ يُعْطِهِ أَحَدٌ ، فَرَفَعَ السَّائِلُ يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَ : اللهُمَّ اشْهَدْ أَنِّي سَأَلْتُ فِي مَسْجِدِ الرَّسُولِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فَمَا أَعْطَانِي أَحَدٌ شَيْئاً ، وَعَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ رَاكِعاً فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ بِخِنْصِرِهِ الْيُمْنَى وَكَانَ فِيهَا خَاتَمٌ ، فَأَقْبَلَ السَّائِلُ حَتَّى أَخَذَ الْخَاتَمَ بِمَرْأَى النَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) ، فَقَالَ : أَللهُمَّ إِنَّ أَخِي مُوسَى سَأَلَكَ فَقَالَ : (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي) إِلَى قَوْلِهِ : (وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) ، فَأَنْزَلْتَ قُرْآناً نَاطِقاً (سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً) اللهُمَّ وَأَنَا مُحَمَّدٌ نَبِيُّكَ وَصَفِيُّكَ فَاشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي عَلِيّاً اشْدُدْ بِهِ ظَهْرِي.
قَالَ أَبُو ذَرٍّ : فَوَ اللهِ مَا أَتَمَّ رَسُولُ اللهِ هَذِهِ الْكَلِمَةَ حَتَّى نَزَلَ جَبْرَئِيلُ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ اقْرَأْ (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ) إلى آخرها. انظر تفسير «الدّر المنثور» للسّيوطي ج ٣ (صلىاللهعليهوسلم) ١٠٤ ط بيروت فراجع.
(١) وفي «ش» : ودلّ النّبي على شخصه.
(٢) أنظر (صلىاللهعليهوسلم) ٤٦٥ من هذا الكتاب.