الْفَوَاحِشِ ، وَلَقَدْ قَالَ (صلىاللهعليهوسلم) : لَا تَسْبِقُوهُمْ فَتَضِلُّوا ، وَلَا تُخَالِفُوهُمْ فَتَجْهَلُوا ، وَلَا تَخَلَّفُوا عَنْهُمْ فَتَهْلِكُوا ، وَلَا تُعَلِّمُوهُمْ فَإِنَّهُمْ أَعْلَمُ مِنْكُمْ كِبَاراً ، وَأَحْكَمُكُمْ صِغَاراً ، وَاتَّبِعُوا الْحَقَّ وَأَهْلَهُ حَيْثُ كَانُوا قَدْ وَاللهِ فَرَغَ مِنَ الْأَمْرِ ، لَا يَزِيدُ فِيمَنْ أَحَبَّنِي رَجُلٌ مِنْهُمْ وَلَا يَنْقُصُ مِنْهُمْ رَجُلٌ ؛
وَذَلِكَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ (صلىاللهعليهوسلم) قَالَ لِي : يَا عَلِيُّ إِنَّ اللهَ قَدْ أَخَذَ مِنْ شِيعَتِكَ الْمِيثَاقَ ، لَا يَزِيدُ فِيهِمْ رَجُلٌ وَلَا يَنْقُصُ مِنْهُمْ رَجُلٌ ، أَنْتَ وَشِيعَتُكَ فِي الْجَنَّةِ (١).
١٣٤ ـ وَقَالَ (عليه السلام) فِي مَقَامٍ آخَرَ : لَقَدِ اسْتَكْبَرَ أَقْوَامٌ فِي زَمَنِ رَسُولِ اللهِ (صلىاللهعليهوسلم) وَأَضْمَرُوا لِعَلِيٍّ الْغِلَّ الْمَدْفُونَ وَمِنْ بَعْدِهِ مَا قَعَدُوا لِلثَّقَلِ الْأَكْبَرِ بِالْمَرْصَدِ ، حَتَّى أَدْخَلُوا فِيهِ الْإِلْحَادَ وَقَعَدُوا لِلثَّقَلِ الْأَصْغَرِ بِالاضْطِهَادِ ، وَلَقَدْ أَسَرُّوا فِي رَسُولِ اللهِ النَّجْوَى وَصَدَّقَ فِيهِ بَعْضُهُمْ بَعْضاً ، وَتَعَارَضُوا عَلَيْهِ الْحَسَدَ (مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ).
وَاللهِ لَقَدِ ارْتَدَّ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ أَقْوَامٌ ، ارْتَدُّوا عَلَى الْأَعْقَابِ وَغَالَتْهُمُ السُّبُلُ ، وَاتَّكَلُوا عَلَى الْوَلَائِجِ (٢) ، وَهَجَرُوا السَّبَبَ الَّذِي أُمِرُوا بِمَوَدَّتِهِ ، أَصَابُوا بِالْأَمْرِ غَيْرَ أَهْلِهِ ، وَنَقَلُوا الْبِنَاءَ مِنْ غُرُوسِ أَسَاسِهِ ، وَبَنَوْهُ فى غَيْرِ
__________________
(١) انظر المصدر.
(٢) الولائج جمع وليجة ، ما يتّخذها الإنسان لنفسه. إلى هنا ذكر الشّريف الرّضيّ بعض جملاته في نهج البلاغة ، في الخطبة ١٤٨ ، وسيأتيك بعد قليل.