ليطيعوه ولا يكفروا به كما فعل الأولون.
ومنه قوله تعالى (آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ) (١) وقد علم كل ذي عقل أن هذا الاستخلاف مباين للعامة في معناه وقد وفى الله الكريم موعده لأصحاب نبيه صلىاللهعليهوآله جميعا في حياته وبعد وفاته ففتح لهم البلاد وملكهم رقاب العباد وأحلهم الديار وأغنمهم الأموال فقال عز من قائل (وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيارَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَؤُها) (٢).
وإذا كان الأمر على ما وصفناه ثبت أن المراد بالآية من الاستخلاف ما ذكرناه ولم يتضمن ذلك الإمامة وخلافة النبوة على ما بيناه وكان الوعد به عموما لأهل الإيمان (٣) بما شرحناه وبطل ما تعلق به خصومنا في إمامة المتقدمين على أمير المؤمنين عليهالسلام ووضح جهلهم في الاعتماد على التأويل الذي حكيناه عنهم للآية بما تلوناه من كتاب الله تعالى وفصلنا وجهه وكشفناه.
وقد حكى هذا المعنى بعينه في تأويل هذه الآية الربيع عن أبي العالية (٤) والحسين بن محمد عن الحكم وغيرهما من جماعات من
__________________
(١) للإمامة ط.
(٢) سورة الحديد ٥٧ : ٧.
(٣) الاحزاب ٣٣ : ٢٧.
(٤) في أ : البيان و.
() هو رفيع بن مهران الرياحي البصري ، أدرك الجاهلية لكنه أسلم بعد وفاة