حبسهما في ذلك المكان ومنعهما من التعرض إلى القتال والاحتياط عليهما لأن لا يوقعا في تدبيره الفساد.
ولو علم صلىاللهعليهوآله منهما قوة في الجهاد وبصيرة في حرب أهل العناد ونية في الإصلاح والسداد لما حال بينهما وبين اكتساب الثواب ولا منعهما من التعرض لنيل المنازل العالية بجهاد الأعداء ولا اقتصر بهما على منازل القاعدين ولا أدخلهما في حكم المفضولين بما نطق به الذكر الحكيم حيث يقول سبحانه (لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللهُ الْمُجاهِدِينَ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللهُ الْحُسْنى وَفَضَّلَ اللهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً) (١).
ويؤكد ذلك أن الله تعالى أخبر عباده في كتابه بأنه (اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عليه حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (٢).
فلا يخلو أن يكونا في جملة المؤمنين الذين نعتهم الله وأخبر عنهم بما ضمنه القرآن أو أن يكونا من غيرهم بخلاف صفاتهم التي جاء بها
__________________
(١) سورة النساء ٤ : ٩٥.
(٢) سورة التوبة ٩ : ١١١.