مصائب أهل دمشق
وبيعت الكتب وأجزاء الحديث بالهوان ، ولم يتورع أحد عن شرائها إلا القليل ، وكشطت وقفّيتها وغسل بعضها للورقة ، وعدم شيء كثير من أصول المحدثين وسماعاتهم (١). وغلت الأسعار ، ووصل القمح إلى ثلاثمائة درهم (٢) ، وبيع الزّبيب أوقيتين ونصف بدرهم ، ورطل اللّحم بتسعة دراهم ، وأوقية الجبن بقريب درهم إلى نحو ذلك (٣).
ركوب قبجق بزيّ السلطنة
وبقي قبجق يعمل السلطنة ويركب بالشاويشية والعصابة ، ويجتمع له نحو مائة فارس. وأمرّ جماعة. ورأيناهم لابسي الشرابيش (٤). وولي ولاية البلد أستاذ داره علاء الدين وجعله أميرا (٥). وجهز نحو ألف من التّتار إلى جهة خربة اللّصوص (٦) ، وولى شمس الدين ابن الصفيّ السنجاريّ حسبة البلد ، وركب بخلعة بطرحة (٧). وفتحت أبواب المدينة سوى الأبواب التي حول القلعة (٨).
__________________
(١) قال البرزالي : «وبيعت الكتب بالأثمان البخسة مع علمهم أنها وقف ، وامتلأ السوق من وقف الحافظ عبد الغني والحافظ ضياء الدين ، ودار الحديث الأشرفية التي بالصالحية ودار الحديث النورية التي في البلد ، وكتب ابن البزوري البغدادي ، وكتب المدرسة الشبلية الحنفية. ومن الكتب التي هي ملك لأهل الصالحية. وصار الرجل يرى كتبه تباع ولا يتمكن من شرائها لضعف حالهم وفتور الهمم». (المقتفي ٢ / ورقة ١٢ ب) وانظر : البداية والنهاية ١٤ / ٨.
(٢) في الدر الفاخر ٣٤ «ووصل القمح كل غرارة بثلاث مائة درهم وستين درهما»
(٣) المقتفي ٢ / ورقة ١٢ ب ، منتخب الزمان ٢ / ٣٧٧ ، البداية والنهاية ١٤ / ١٠ ، السلوك ج ١ ق ٣ / ٨٩٣ ، عقد الجمان (٤) ٤٦ ، ذيل مرآة الزمان ٤ / ورقة ٣٢.
(٤) المقتفي ٢ / ورقة ١٦ أ، البداية والنهاية ١٤ / ٩ ، ١٠ ، النجوم الزاهرة ٨ / ١٢٧.
(٥) المقتفي ٢ / ورقة ١٥ ب.
(٦) المقتفي ٢ / ورقة ١٦ ب ، البداية والنهاية ١٤ / ١٠ ، عقد الجمان (٤) ٤٦.
(٧) المقتفي ٢ / ورقة ١٦ ب ، وهو عبد الباقي السنجاري.
(٨) تاريخ سلاطين المماليك ٧٧ ، الدرّ الفاخر ٣٤ ، المقتفي ٢ / ورقة ١٢ أ.