ولزم النّاس بيوتهم ، وخافوا من إلزام التّتار لهم بطمّ خندق القلعة وغير ذلك (١).
انتهاب دير المقادسة
وفي ثاني جمادى الأولى كان قد تبقى بدير المقادسة بعض الشيء وبعض الحريم والرجال والقاضي الحنبليّ ، فجاءته فرقة من التتر وحرّروه نهبا وسبيا ، وأسروا القاضي وأخذوه عريا مكشوف الرأس ، وعملوا في رقبته حبلا (٢). ثم هرب أهل الدير ودخلوا البلد مضروبين مسلوبين ، من يراهم يبكي أكثر من بكائهم. ثم أدخل القاضي تقيّ الدين البلد وقد أسرت بناته وخلق من أقاربه ، ورأى الأهوال. ولعل الله قد رحمه بذلك (٣).
إطلاق التتار النار في المدارس
ولمّا رأى القلعيون حصار التّتار لهم أطلقوا النّار في دار الحديث الأشرفية وما جاورها ، والعادلية ، ودار الملك الكامل ودار بكتوت العلائيّ ، وغالب ما حول القلعة. وسلمت الدّماغية ، والعماديّة ، والقيمازيّة. وبقي الجامع ملان بالغرباء والمساكين والفلاحين كأنه تحت القلعة (٤).
إفساد التتار في القرى والضياع
وقيل إنه أسر من الصّالحية نحو أربعة آلاف (٥) ، ومن باقي الضياع والقدس إلى نابلس إلى البقاع شيء كثير لا يعلمه إلا الله.
__________________
= دول الإسلام ٢ / ٢٠٤ ، العبر ٥ / ٣٩٢ ، منتخب الزمان ٢ / ٣٧٦ ، عقد الجمان (٤) ٧١.
(١) تاريخ ابن سباط ١ / ٥٢٠ ، المقتفي ٢ / ورقة ١١ أ، البداية والنهاية ١٤ / ٩ ، النجوم الزاهرة ٨ / ١٢٨ ، ١٢٩ ، بدائع الزهور ج ١ ق ١ / ٤٠٥.
(٢) عقد الجمان (٤) ٣٧.
(٣) تاريخ سلاطين المماليك ٧٣ ، ٧٤ ، المقتفي ٢ / ورقة ١١ أ.
(٤) تاريخ سلاطين المماليك ٧٤ ، المقتفي ٢ / ورقة ١١ أ، دول الإسلام ٢ / ٢٠٣ ، البداية والنهاية ١٤ / ٩ ، السلوك ج ١ ق ٣ / ٨٩٥ ، عقد الجمان (٤) ٣٨.
(٥) دول الإسلام ٢ / ٢٠٤ ، منتخب الزمان ٢ / ٣٧٦ ، البداية والنهاية ١٤ / ٨.