خروجه من الحمّام ، وجلس مجلسا عامّا فتلفظ بشهادة الحقّ وهو يبتسم ووجهه يستنير ويتهلل. وكان شابا ، أشقر ، مليحا ، له إذ ذاك بضع وعشرون سنة. وضجّ المسلمون حوله عند ما أسلم ضجة عظيمة من المغل والعجم وغيرهم ، ونثر على الخلق الذهب واللؤلؤ. وكان يوما مشهودا. وفشا الإسلام في جيشه بحصر نوروز فإنّه كان مسلما خيرا صحيح الإسلام ، يحفظ كثيرا من القرآن والرقائق والأذكار.
ثمّ شرع نوروز يلقن الملك غازان شيئا من القرآن ويجتهد عليه. ودخل رمضان فصامه ، ولو لا هذا القدر الّذي حصل له من الإسلام وإلّا كان قد استباح الشّام لما غلب عليه ، فلله الحمد والمنة (١).
__________________
(١) خبر إسلام ملك التتار في : تاريخ سلاطين المماليك ٣٤ ـ ٣٦ ، والدرّة الزكية ٣٦١ ، والمقتفي ١ / ورقة ٢٣٠ ب ، ٢٣١ أ، وتاريخ حوادث الزمان ١ / ٢٥٤ ـ ٢٥٦ ، وتاريخ مغلطاي ٣٤ ، وعيون التواريخ ٢٣ / ٣٧٩ ، وفيه مجرد إشارة ، ومنتخب الزمان لابن الحريري ٢ / ٣٧٠ ، وذيل مرآة الزمان ٤ / ورقة ١٣٤ ـ ١٣٦.