من الجلاء. فتألم لذلك ووعد بخير. ثمّ قصدوا الأمير مهنّا ، وساقوا وراءه في البريّة مسيرة يومين عن البلد ، فاجتمعوا به ، وقوّوا عزمه على الرجوع وملتقى العدو مع الأفرم ، فأجابهم.
ونالهم في البرية خوف وخرج عليهم حرامية العرب وشهروا عليهم السلاح وسلّمهم الله. ثمّ قدم الأمير عزّ الدين الحمويّ بجماعته من صرخد (١).
الإيقاع بيزك التتار
وفي سابع عشره وقع يزك الحمويّ على عيارة التّتار فنصرهم الله ، وقتل من التّتار نحو المائة (٢) ، وقيل أكثر من مائتين ، وأسروا من التّتار بضعة عشر نفسا. ووقعت بطاقة بذلك ، وبأنّ الطاغية قازان ردّ من حلب ، وأنّه عدّى الفرات إلى أرضه في حادي عشر الشهر (٣).
وطلب متولي حماة نجدة ومددا ففرح النّاس وبلعوا ريقهم ، والتجئوا إلى الله في كشف ضرّهم (٤).
تراجع التتار وتخلفهم
ثمّ وصل البريد في تاسع عشر وأخبر بتحقيق ذلك (٥) ، وأن التّتار المتخلفين في بلاد حلب خلق كثير لكنهم في نهاية الضّعف والبرد والثّلوج (٦).
__________________
(١) المقتفي ٢ / ورقة ٤٠ أ، البداية والنهاية ١٤ / ١٦.
(٢) دول الإسلام ٢ / ٢٠٥.
(٣) المقتفي ٢ / ورقة ٤٠ أ، ب ، البداية والنهاية ١٤ / ١٦.
(٤) المقتفي ٢ / ورقة ٤٠ ب ، دول الإسلام ٢ / ٢٠٥.
(٥) حتى هنا في المقتفي ٢ / ورقة ٤٠ بن.
(٦) تاريخ سلاطين المماليك ٨٣ ، ٨٤ ، المختصر في أخبار الشبر ٤ / ٤٥ ، ٤٦ ، دول الإسلام ٢ / ٢٠٥ ، العبر ٥ / ٤٠٨ ، ٤٠٩ ، الدر الفاخر ٤٥ ـ ٤٧ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ٢٤٩ ، مرآة الجنان ٤ / ٢٣٤ نهاية الأرب ٢٧ / ٤١٤ ، تذكرة النبيه ١ / ٢٣٣ ، تاريخ ابن خلدون