إبطال جباية المال
ثمّ نودي في أواخر الشهر بإبطال الجباية ، وكان قد جبي الأكثر وبقي كل معثر وضعيف وهارب ، وما نفع الله بما استخرجوه من الأموال ، وأكلت وتمسّخت (١).
الاستصحاء في الخطبة
واشتدّ المطر والوحل إلى الغاية ، وقاسي المنهمزمون الشّدائد في الطرق ، حتى أنّ الإمام استصحى في الخطبة (٢).
تراجع جيش السلطان إلى مصر
وساق بتخاص المنصوريّ إلى السلطان وهو نازل على بدّعرش (٣) بقرب قاقون ليخبره بأنّ العدوّ في البلاد وقد قربوا ، فضعف الجيش عن اللّقاء وجنبوا ، ورحل السّلطان إلى الدّيار المصرية (٤) ، ولم يظهر لمجيئه ثمرة ، فوجلت القلوب ، واختبط البلد ، وأيقن النّاس بالهرب أو العطب ، واكتريت المحارة بخمسمائة في الوحل العظيم والبرد والشديد والأمطار ، وهلك الدّوابّ والنّاس في الطرق (٥).
__________________
(١) المقتفي ٢ / ورقة ٣٨ ب ، البداية والنهاية ١٤ / ١٥.
(٢) جاء في الدرّ الفاخر ٤٦ «أرسل الله تعالى على التتار من الأمطار والثلوج بحيث أقامت عليهم أحدا وأربعين يوما ليلا ونهارا. وذكر أنه وقع عليهم ثلج أحمر لم يعهدوا بمثله» ، و «استصحى» : دعا بالصّحو. والخبر في : المقتفي ٢ / ورقة ٣٨ ب ، وانظر تفاصيله في عقد الجمان (٢٤) ١٢٧ ، ١٢٨ ، والنجوم الزاهرة ٨ / ١٣٢.
(٣) منزلة بين القاهرة ودمشق كان ينزل فيها السلطان.
(٤) التحفة الملوكية ١٦٠ ، نزهة المالك والمملوك ، ورقة ١٢١ ، وهو ضبط «بدعرش» ، العبر ٥ / ٤٠٨ ، والنجوم الزاهرة ٨ / ١٣١ ، البداية والنهاية ١٤ / ١٥ ، عقد الجمان (٤) ١٢٨ ، ١٢٩.
(٥) المقتفي ٢ / ورقة ٣٨ ب ، العبر ٥ / ٤٠٨ ، ٤٠٩ ، المختصر في أخبار البشر ٤ / ٤٥ ، مرآة الجنان ٤ / ٢٣٤ ، البداية والنهاية ١٤ / ١٥ ، السلوك ج ١ ق ٣ / ٩٠٨ ، النجوم الزاهرة ٨ / ١٣١.