وسألت عنه المزّي فقال : أحد المشايخ الجلّة المشهورين بالعبادة والورع والعلم والفضل. سمع الكثير من الإمام أبي محمد بن قدامة ، وغيره.
وسمع من أبي القاسم بن الحرستانيّ كتاب «مكارم الأخلاق».
وأجاز له : المؤيّد الطّوسيّ ، وأبو روح ، وجماعة.
وقال قطب الدّين : توفّي ليلة تاسع جمادى الأولى ، ودفن بمقبرة الشيخ الموفّق.
وحكي لي عنه إنّه حفر مكانا بالصّالحيّة لبعض شأنه ، فوجد جرّة مملوءة دنانير ، وكانت معه زوجته تعينه على الحفر ، فاسترجع وطمّ المكان ، وقال لزوجته : هذه فتنة ، ولعلّ لهذا مستحقّين لا نعرفهم. وعاهدها على أنّها لا تشعر بتلك الجرّة أحدا ، ولا تتعرّض إليها. وكانت قرينة صالحة مثله ، فتركا ذلك تورّعا مع فقر هما وحاجتهما. وهذا غاية الورع والزّهد.
٥٢٦ ـ محمد بن عبد الكريم (١) بن درارة (٢).
الشيخ الصّالح ، المؤذّن ، أبو الفضل ، جمال الدّين المصريّ ، المحدّث.
ولد سنة اثنتين وستّمائة.
وسمع وقد كبر من : ابن المقيّر ، وابن رواج ، وجماعة من أصحاب السّلفيّ.
ونسخ الكثير ، ووقف كتبه وأجزاءه.
كتب عنه : البرزاليّ (٣) ، والمصريّون.
ومات رحمهالله تعالى في شعبان.
_________________
(١) انظر عن (محمد بن عبد الكريم) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٥٤ أ.
(٢) درارة : بضم الدال المهملة.
(٣) وقال البرزالي : قرأت عليه عشرة أحاديث من أول الأربعين لابن المقيّر.