وأبوه تلميذ الشّاطبيّ.
ذكر ضياء الدّين هذا أبو جعفر بن الزّبير في «تاريخه» فقال : ويعرف بابن المزيّن. كذا قال فوهم ، بل إنّ ابن المزيّن أبو العبّاس القرطبيّ نزيل الثّغر ومختصر «مسلم» (١).
ثمّ قال : سمّعه أبوه بمكّة ، والمدينة ، ومصر ، والقدس ، فسمع من زاهر بن رستم وله سبعة أعوام. أجازني وأخذ النّاس عنه ، رحمهالله (٢).
٤٢ ـ إبراهيم بن محمد بن هبة (٣) الله بن حمدان.
الواعظ ، تقيّ الدّين القضاعيّ ، المصريّ.
مشهور بحسن الوعظ ، وتنميق التّذكير ، وكثرة المحفوظ. وله قبول تامّ وسوق نافقة بمصر.
توفّي في ربيع الأوّل بالقرافة عن اثنتين وأربعين سنة (٤).
__________________
(١) كتب في هامش الأصل : «ث. وشارح مسلم».
(٢) وقال ابن شدّاد : كان فاضلا بارعا متفنّنا في الآداب. اشتغل بالقرآن الكريم بالقراءات على الشيخ الشاطبي وعلى والده ، وبالأدب على والده وجماعة ، وسمع الحديث على الشيخ الشاطبي وجماعته. وكان يكتب جيّدا ، ويعرف علم البيان معرفة جيّدة ، كريما يطعم الطعام ، جليل القدر والذكر ، له نظم ونثر كثير. فمن نظمه من قصيدة :
لتجلى على الأيام نعمى يمينه |
|
ووجه معاليها من البرّ مشرق |
وتتلى معاني حمده وثنائه |
|
وكلّ سميع للجلالة مطرق |
(٣) انظر عن (إبراهيم بن محمد بن هبة الله) في : تاريخ الملك الظاهر ٨٣ ، ٨٤ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ٣٨ أ.
(٤) ومولده يوم الثلاثاء سابع شهر ربيع الأول سنة ثلاثين. وقال ابن شدّاد : كان أولا بزّازا في قيسارية جهاركس ، فلمّا ورد عماد الدين أحمد الواسطي الواعظ مصر ، وانثالت عليه الناس ، كان فيمن صحبه وواظب مواعيده ، وكتب عنه كثيرا مما سمعه منه. ثم حملته الرغبة في مشايعته إلى ترك صنيعة البزّ ، وأقبل على وعظ ما كتب. وأخذ في حكاية العماد في جلسته مع أصحابه حتى شعر به العماد ، فحضر متخفّيا فأعجبه ، فاجتهر وآثره وقرّبه ، ولم يزل في صحبته إلى أن توفي العماد ، فوعظ بعده على المقابر ، ورزق مكانة ، وأقرأ في العامّة ، وقولا في الخاصّة ، وبهي في فنّه حتى ما شنف أحد عبارة فيه. (تاريخ الملك الظاهر ٨٤).