الجتر (١) البيسريّ يومئذ (٢) ، فعزل ابن خلّكان عن القضاء بابن الصّائغ ، وولي قضاء الحنابلة نجم الدّين أحمد ابن الشّيخ شمس الدّين ، وذلك بعد خلوّ الشّام من قاض حنبليّ مدّة (٣).
[مصالحة السلطان وسنقر الأشقر]
ثمّ جهزت المجانيق وطائفة لحصار شيزر ، فنازلوها وتسلّموها ، وذلك أنّ الرّسل تردّدت في الصّلح بين السّلطان وبين سنقر الأشقر ، ووصل من جهته الأمير علم الدّين الدّواداريّ ، والأمير خزندار سنقر الأشقر. فحلف له السّلطان ونودي في دمشق باجتماع الكلمة ، ودقّت البشائر لذلك ، وسيّر إليه فخر الدّين المقري الأمير ليحلّفه ، وحينئذ سلّم سنقر الأشقر قلعة شيزر للسّلطان ، فعوّضه عنها كفرطاب ، وفامية ، وأنطاكية ، والسّويديّة ، وشغر ، وبكّاس ، ودركوش ، بضياعها ، على أن يقيم ستّمائة فارس على جميع ما تحت يده من البلاد ، وذلك ما ذكرناه ، وصهيون ، وبلاطنس ، وجبلة ، وبرزية ، واللّاذقية. وخوطب في ذلك بالمقرّ العالي ، المولويّ ، السّيّديّ ، العالميّ ، العادليّ ، الشّمسيّ ، ولم يصرّح له في ذلك لا بالملك ولا بالأمير (٤).
[إدارة الخمور بدمشق ومصر وإبطالها]
وفي ربيع الأول أديرت الجهة الملعونة والخمور بدمشق ، وكانت بطّالة من خمس عشرة سنة ، وأديرت بالدّيار المصريّة أيضا قبل هذا التّاريخ بمدّة ، فلا قوّة إلّا بالله.
__________________
(١) الجتر : بالتحريك : المظلّة التي تحمل فوق رأس السلطان في المواكب والأعياد. (صبح الأعشى ٤ / ٧ ، ٨) و (تكملة المعاجم العربية ، لدوزي ٢ / ١٤٣).
(٢) العبر ٥ / ٣٢٥ ، ٣٢٦.
(٣) عيون التواريخ ٢١ / ٢٧٧ ، السلوك ج ١ ق ٣ / ٦٨٦ ، عقد الجمان (٢) ٢٦٦.
(٤) التحفة الملوكية ٩٨ ، المختصر في أخبار البشر ٤ / ١٤ ، الدرّة الزكية ٢٤١ ، نهاية الأرب ٣١ / ٢١ ، ٢٢ ، العبر ٥ / ٣٢٦ ، الجوهر الثمين ٢ / ٩٤ ، تاريخ ابن الفرات ٧ / ٢٠٩ ، عيون التواريخ ٢١ / ٢٧٧ ، عقد الجمان (٢) ٢٦٧ ، ٢٦٨.