قال : فضاقت عليه الأرض ، وترك الخدمة ، وجاء إلى دمشق ، ولم يزل يستجدي بها ويقامر حتّى بقي في أتون من الفقر.
قلت : ثمّ نادم في الآخر صاحب حماة وبها توفّي في شوّال (١) ، سامحه الله وعفا عنه.
ومن شعره الفائق :
يا برق حلّ بأبرق الجنان عن |
|
كئيب عرى جيب الحيا المزرور |
وأعد جمان الظّلّ وهو منظّم |
|
عقدا لجيد البانة الممطور |
وإذا الثّنيّة أشرقت وشممت من |
|
أرجائها أرجا كنشر عبير |
سل هضبها المنصوب أين حديثه |
|
المرفوع عن ذيل الصّبا المجرور (٢) |
وله :
تتيه على عشّاقها كلّما رأت |
|
حديث صفات الحسن عن وجهها يروى |
فتاة لها في مذهب الحبّ حاكم |
|
بقتل الورى أعطى لواحظها الفتوى |
يرنّحها سكر الشّباب فتنثني |
|
بقدّ إذا ماست يكاد بأن يلوى |
ولم لم تكن في ثغرها بنت كرمة |
|
لما أصبحت أعطاف قامتها نشوى (٣) |
وله :
يا أهل ودّي يوم كاظمة أما |
|
عن متكلّم صبري الجميل قبيح |
__________________
= سير لو تقادم العهد فيها |
|
ما خلا من صفاتها التنزيل |
هو رسم عليك في كل عام |
|
ومن الشيخ قد تبقّى القليل |
فأعاد معلومه عليه إلى أن توفي.
(١) وله قبل وفاته :
إذا أمسى فراش من قارب |
|
وبتّ مجاور الربّ الرحيم |
فهنّوني أخلّائي وقولوا |
|
لك البشرى قدمت على كريم |
(تالي وفيات الأعيان ١٤٢)
(٢) الأبيات في ذيل مرآة الزمان ٣ / ٢٢٤ ، ٢٢٥ ، والمختار من تاريخ ابن الجزري ٢٩١.
(٣) الأبيات في المختار من تاريخ ابن الجزري ٢٩١ ، ٢٩٢.