يسيرة ، وأحسن إلى النّاس بكلّ ممكن ، وذبّ عن الرّعيّة. وكان نافذ الكلمة ، عزيز المنزلة عند التّتار ، لا يخالفونه في شيء.
قال قطب الدّين (١) : فبالغ في الإحسان ، وسعى في حقن الدّماء ، ولم يتدنّس في تلك المدّة بشيء من الدّنيا مع فقره وكثرة عياله ، ولا استصفى مدرسة ولا استأثر بشيء. وكان مدرّس المدرسة العادليّة ، وقد تعصّبوا عليه ، ونسب إليه أشياء برّأه الله منها.
وسار محيي الدّين ابن الزّكيّ ، فجاء بالقضاء على الشّام من جهة هولاكو ، وتوجّه كمال الدّين إلى قضاء حلب وأعمالها ، وقد عصمه الله ممّن أراد ضرره.
وكان نهاية ما نالوا منه أنّهم ألزموه بالسّفر إلى الدّيار المصريّة ، فسافر وأفاد أهل مصر واشتغلوا عليه.
قال الشّريف عزّ الدّين : كان مشكور الطّريقة ، أقام بالقاهرة مدّة يشغل الطّلبة بعلوم عدّة في غالب أوقاته ، فوجد به النّاس في ذلك نفعا كثيرا ، ولازمته مدّة ، وقرأت عليه شيئا من أحوال الفقه ، وانتفعت به.
وكان أحد العلماء المشهورين ، والأئمّة المذكورين.
توفّي ليلة رابع عشر ربيع الأوّل بالقاهرة.
ـ حرف الكاف ـ
٧٤ ـ كيّ (٢).
شابّ ذكيّ ادّعى النّبوّة بتستر ، وزعم أنّه عيسى ابن مريم ، وأسقط عن أتباعه العصر والعشاء.
أمر بقتله صاحب الدّيوان.
__________________
(١) في ذيل مرآة الزمان ٣ / ٦٤.
(٢) انظر عن (كيّ) في : الوافي بالوفيات ٢٤ / ٣٧٨ رقم ٤٣٢.