(٤)
دراسة أدلّة النافين
الآية الأُولى : لا تدركه الأبصار
قد عرفت تعبير الكتاب عن الرؤية إجمالاً ، وأنّه يعدّ طلب الرؤية وسؤالها أمراً فظيعاً ، قبيحاً ، موجباً لنزول الصاعقة والعذاب ، والآيات السالفة وضّحت موقف الكتاب من هذه المسألة لكن على وجه الإجمال ، غير أنّا إذا استنطقنا ما سبق من الآيات ، نقف على قضاء الكتاب في أمر الرؤية على وجه التفصيل.
وقد عقدنا هذا الفصل لدراسة بعض ما سبق وتحليله.
قال سبحانه : (ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ* لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) (١) والاستدلال بالآية يتوقّف على البحث في مرحلتين :
__________________
(١) الأنعام : ١٠٢ ـ ١٠٣.