الخاتمية في الأحاديث النبويّة
لقد حصحص الحقّ بما أوردناه من النصوص القرآنية وانكشف الريب عن مُحيّا الواقع ؛ فلم تبق لمجادلٍ شبهة في أنّ الرسول في الذكر الحكيم خاتم النبيين وشريعته خاتمة الشرائع وكتابَه خاتم الكتب.
وقد وردت الخاتمية على لسان النبيّ الأكرم ، نذكر منها ما يأتي :
١ ـ خرج رسول الله صلىاللهعليهوآله من المدينة إلى غزوة تبوك وخرج الناس معه فقال علي عليهالسلام : «أخرج معك؟» فقال : «لا» ، فبكى عليّ فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله : «أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي ـ أوليس بعدي نبيّ ـ ولا ينبغي أن أذهب إلّا وأنت خليفتي».
والحديث على لسان المحدّثين حديث المنزلة ؛ لأنّ النبيّ نزّل فيه نفسه منزلة موسى ونزّل عليّاً مكان هارون ، أخرجه البخاري في صحيحه في غزوة تبوك ، ومسلم في صحيحه في باب فضائل علي عليهالسلام ، وابن ماجة في سننه في باب فضائل أصحاب النبيّ ، والحاكم في مستدركه في مناقب عليّ عليهالسلام وإمام الحنابلة في مسنده بطرق كثيرة (١).
ووضوح دلالة الحديث على الخاتمية بمكان أغنانا عن البحث حولها.
٢ ـ قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «مَثَلي ومَثل الأنبياء كمَثل رجلٍ بنى داراً فأتمّها وأكملها إلّا موضع لبنة ، فجعل الناس يدخلونها ويتعجّبون منها ويقولون ، لو لا موضع هذه اللّبنة» قال رسول الله : «فأنا موضع اللبنة جئت فختمت الأنبياء». أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (٢).
__________________
(١) البخاري ، الصحيح ٣ : ٥٨ ؛ مسلم ، الصحيح ٢ : ٣٢٣ ؛ ابن ماجة ، السنن ١ : ٢٨ ؛ الحاكم ، المستدرك ٣ : ١٠٩ ؛ أحمد بن حنبل ، المسند ١ : ٣٢١ ، و ٢ : ٣٦٩ ، ٤٣٧.
(٢) منصور علي ناصف ، التاج الجامع للأُصول ٣ : ٢٢ والكتاب يجمع أحاديث الستة إلّا ابن ماجة.