واختصره في كتاب أسماه «المختصر النافع» وشرحه أيضاً وأسماه «المعتبر في شرح المختصر».
٢ ـ العلّامة الحلّي ، جمال الدين حسن بن يوسف (٦٤٨ ـ ٧٢٦ ه) تخرّج على يد خاله المحقّق الحلّي في الفقه ، وعلى يد المحقّق الطوسي في الفلسفة والرياضيات ، وعرف بالنبوغ وهو بعد لم يتجاوز سنّ المراهقة ، وقد بلغ الفقه الشيعي في عصره القمة ، وله موسوعات فيه أجلّها «تذكرة الفقهاء» ولعلّه لم يؤلّف مثله.
٣ ـ فخر المحقّقين ، محمّد بن الحسن بن يوسف (٦٨٢ ـ ٧٧١ ه) ولَد العلّامة الحلّي ، تتلمذ على يد أبيه ، ونشأ تحت رعايته وعنايته ، وألّف والده قسماً من كتبه بالتماس منه ، وقد تتلمذ عليه إمام الفقه الشهيد الأوّل (٧٣٤ ـ ٧٨٦ ه).
إلى غير ذلك من رجال الفكر كابن طاوس ، وابن ورّام ، وابن نما ، وابن أبي الفوارس الحلّيِّين ، الذين حفلت بهم مدرسة الحلّة ، ولهم على العلم وأهله أيادٍ بيضاء ، لا يسعنا ذكر حياتهم.
٧ ـ الجامع الأزهر :
امتدّ سلطان الدولة الفاطمية من المحيط الأطلسي غرباً ، إلى البحر الأحمر شرقاً ، ونافست الدولة الفاطمية الشيعية خلافة الحكّام العباسيين في بغداد ، وكان المعزّ لدين الله ـ أحد الخلفاء الفاطميين بمصر ـ رجلاً مثقّفاً ومولعاً بالعلوم والآداب ، وقد اتّخذ بفضل تدبير قائده العسكري القاهرة عاصمة للدولة الجديدة ، وبنى الجامع الأزهر ، وعقدت فيه حلقات الدرس ، وكان يركّز على نشر المذهب الشيعي بين الناس ، وقد أمر أن يؤذّن في جميع المساجد ب «حيّ على خير العمل» ومنع من لبس السواد شعار العباسيين.
إنّ المسلمين عامّة ـ وفي طليعتهم المصريون ـ مدينون في ثقافتهم وازدهار