أسباب اعتناق الفرس للإسلام ولمذهب التشيّع :
ثمّ إنّ هنا أُموراً لا محيص عن طرحها وتحليلها ؛ لأنّها من المواضيع التي كثر فيها اللغط ، وقد أكثر المستشرقون وغيرهم فيها الصخب والهياج وهي :
١ ـ ما هو السبب الحقيقي لدخول الفرس في الإسلام؟
٢ ـ ما هو السبب الحقيقي لجنوحهم إلى آل البيت؟
٣ ـ سببان مزعومان : الأصهار ، وإرادة هدم الإسلام.
وإليك تحليل تلك النقاط :
١ ـ ما هو السبب الحقيقي لدخول الفرس في الإسلام؟
إنّ الفرس دخلوا في الإسلام كدخول سائر الشعوب ، والعلّة في الجميع واحدة أو متقاربة ، وحاصلها : أنّهم وقفوا على أنّ في هذه الشريعة الغرّاء من سمات العدل والمساواة ، ورفض التمييز العنصري ، والنظام الطبقي ، وأنّ الناس فيه كأسنان المشط لا فضل لأعجمي على عربي ولا لعربي على أعجمي إلّا بالتقوى ، وكانت الثورة الإسلامية تحمل يوم تفجّرها رايات العدل العظيمة ، فكان ذلك هو الدافع المهمّ للشعوب للدخول في الإسلام ، والانضواء تحت رايته ، من غير فرق بين قوم دون قوم وشعب دون شعب.
٢ ـ ما هو السبب الحقيقي لولائهم آل البيت عليهمالسلام؟
إنّ السبب الحقيقي لولائهم وجنوحهم إلى أهل البيت هو أنّهم شاهدوا أنّ علياً وأهل بيته ـ خلافاً للخلفاء عامّتهم ـ يكافحون فكرة القومية ويطبّقون المساواة ، فأخذوا يتحنّنون إليهم حيناً بعد حين ، وشبراً بعد شبر ، فكان ذلك نواة لبذر الولاء في قلوب بعضهم ، يرثه الأبناء من الآباء ، وإن لم يكن الحبّ ـ يوم ذاك ـ ملازماً للقول بخلافتهم عن الرسول صلىاللهعليهوآله وإمامتهم بعده ، بل كان حبّاً وودّاً خالصاً لأسباب نفسية لا قيادية ، وتدلّ على ذلك عشرات من القضايا نذكر بعضها :