الأنصاري ، ولم يشر إلى شيء من حياتهم ، وإنّما ألقى ذلك على الأمل أو على من يسبقه من بعض أهل النشاط.
إلّا أنّه رحمهالله ذكر ما يربو على المائتين من أسمائهم (١).
٤ ـ قام الخطيب المصقع الدكتور الشيخ أحمد الوائلي «حفظه الله» بذكر أسماء روّاد التشيّع في عصر الرسول في كتابه «هويّة التشيّع» فجاء بأسماء مائة وثلاثين من خُلَّص أصحاب الإمام من الصحابة الكرام ، وقال بعد ذكره لتنويه النبيّ باستخلاف عليّ في غير واحد من المواقف : ولا يمكن أن تمرّ هذه المواقف والكثير الكثير من أمثالها من دون أن تشد الناس لعليّ ، ودون أن تدفعهم للتعرف على هذا الإنسان الذي هو وصيّ النبيّ ، ثمّ لا بدّ للمسلمين من إطاعة الأوامر التي وردت في النصوص ، والالتفاف حول من وردت فيه. ذلك معنى التشيّع الذي نقول إنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله هو الذي بذر بذرته ، وقد أينعت في حياته ، وعرف جماعة بالتشيّع لعليّ والالتفاف حوله ، وللتدليل على ذلك سأذكر لك أسماء الرعيل الأوّل من الصحابة الذين عرفوا بتشيّعهم للإمام عليّ (٢).
٥ ـ آخرهم وليس أخيرهم كاتب هذه السطور حيث قام مجيباً دعوة السيّد شرف الدين فألّف كتاباً باسم «الشخصيات الإسلامية» في ذلك المجال في عدّة أجزاء ، طُبع منه جزءان ، وانتهينا في الجزء الثاني إلى ترجمة أبي ذر (جندب بن جنادة) ذلك الصحابي العظيم ، والكتاب باللغة الفارسية ، ونقله إلى العربية الشيخ المحقّق البارع جعفر الهادي وطبع ونشر.
وأخيراً فإنّ من أراد أن يقف بشكل جليّ على روّاد التشيّع في كتب الرجال لأهل السنّة فإنّ هذا الأمر ليس بمتعسّر ولا بممتنع ، والتي يمكننا الإشارة إلى البعض
__________________
(١) الفصول المهمّة في تأليف الأُمّة : ١٧٩ ـ ١٩٠.
(٢) هويّة التشيّع : ٣٤.