وقيل إنّ الّذي قتل كتبغا الأمير آقش الشّمسيّ (١) ، وولّت التّتر الأدبار ، وطمع النّاس فيهم يتخطّفونهم وينهبونهم.
وعند الفراغ من المصافّ حضر الملك السّعيد بن عثمان بن العادل صاحب الصّبيبة إلى بين يدي السّلطان فلم يقبله وضرب عنقه (٢).
[الانتقام من النصارى]
وجاء كتاب المظفّر بالنّصر ، فطار النّاس فرحا ، وثار بعضهم بالفخر الكنجيّ فقتلوه بالجامع ، لكونه خالط الشّمس القميّ ، ودخل معه في أخذ أموال الجفّال ، وقتل الشّمس ابن الماكسينيّ (٣) ، وابن البغيل (٤) ، وغيرهم من الأعوان (٥).
وكان (....) (٦) الثّكل على النّصارى لعنهم الله من أوّل أمس ، لرفعهم الصّليب وغير ذلك ، فأسرعوا إلى دورهم ينهبونها ويخرّبونها ، وأخربوا في كنيسة اليعاقبة ، وأحرقوا كنيستهم الكبرى ، كنيسة مريم ، حتّى بقيت كوما ، وبقيت النّار تعمل في أخشابها أيّاما. وقتل منهم جماعة ، واختفى سائرهم. ونهب قليل من اليهود ، ثمّ كفّوا عنهم لأنّهم لم يصدر منهم ما صدر من النّصارى. وعيّد المسلمون على خير عظيم (٧) ، والحمد لله.
__________________
(١) البداية والنهاية ١٣ / ٢٢١.
(٢) ذيل مرآة الزمان ١ / ٢٦١١ ، البداية والنهاية ١٣ / ٢٢١.
(٣) في ذيل الروضتين ٢٠٨ ، والنجوم الزاهرة ٧ / ٨٠ «ابن الماسكيني» بتقدم السين.
(٤) في النجوم الزاهرة ٧ / ٨٠ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٢٢٨ ، «ابن التفيل» ، والمثبت يتفق مع : ذيل مرآة الزمان ، وذيل الروضتين.
(٥) ذيل الروضتين ٢٠٨.
(٦) بياض في الأصل.
(٧) ذيل مرآة الزمان ١ / ٣٦٢ ، ٣٦٣ ، ذيل الروضتين ٢٠٨ ، عيون التواريخ ٢٠ / ٢٢٨ ، الدرّة الزكية ٥٢ ، ٥٣ ، دول الإسلام ٢ / ١٦٣ ، مرآة الجنان ٤ / ١٤٩ ، البداية والنهاية ١٣ / ٢٢١ ، السلوك ج ١ ق ٢ / ٤٣٢ ، تاريخ الأيوبيين ١٧٥ ، المختصر لأبي الفداء ٣ / ٢٠٤ ، ٢٠٥ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٢٠٦ ، عقد الجمان (١) ٢٤٩ ، ٢٥٠ ، النجوم الزاهرة ٧ / ٨٠ ، ٨١ ، تاريخ ابن سباط ١ / ٢٩٣ ، شذرات الذهب ٥ / ٢٩١ ، تاريخ الأزمنة ٢٤٣.