أجب ملك البسيطة تأمن شرّه ، وتنال برّه ، وأسع إليه برجالك وأموالك ، ولا تعوّق رسولنا (١) ، والسّلام».
[قدوم الملك الكامل إلى دمشق وعوده]
وفي صفر قدم دمشق الملك الكامل بن المظفّر بن العادل يستنجد الإسلام على التّتار ، فتباشروا للنّاس شيئا ، ودخل البلد وزار قبر جدّه ، ثم ردّ إلى بلاده ولم ينفر أحد لتيقّن النّاس بأخذ بغداد (٢).
[وصول فرسان من العراق إلى دمشق]
ووصل نحو خمسمائة فارس من عسكر العراق ، ذكروا أن التّتار حالوا بينهم وبين بغداد. ثمّ جاء بعدهم نحو الثلاثمائة إلى دمشق.
[اشتداد الوباء بالشام]
وفي أثناء السّنة اشتدّ الوباء بالشام (٣) ومات خلق بحيث أنّه قيل إنّه خرج من حلب في يوم واحد ألف ومائتا جنازة (٤).
وأمّا دمشق فكان فيها من المرض ما لا يحدّ ولا يوصف (٥) ، واستغنى العطّارون. ونفدت الأدوية ، وعزّ الأطبّاء إلى الغاية ، وأبيع الفرّوج بدمشق بثلاثة دراهم ، وبحلب بعشرة دراهم. ومبدأ الوباء في جمادى الأولى لفساد الهواء بملحمة بغداد (٦).
__________________
(١) في تاريخ الخلفاء ٤٧٤ : «رسلنا».
(٢) الأعلاق الخطيرة ج ٣ ق ٢ / ٤٨٤ ، ٤٨٥ ، ذيل مرآة الزمان ١ / ٩١.
(٣) العبر ٥ / ٢٢٦ ، النجوم الزاهرة ٧ / ٦٠.
(٤) وقال أبو الفداء : «اشتد الوباء بالشام خصوصا بدمشق حتى لم يوجد مغسّل للموتى». (المختصر في أخبار البشر ٣ / ١٩٧) و (تاريخ ابن الوردي ٢ / ١٩٩) وتاريخ ابن سباط ١ / ٣٧٨ ، وذيل الروضتين ٢٠٠ ، وذيل مرآة الزمان ١ / ٩١ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ١٤٢ ، عقد الجمان (١) ١٨٣.
(٥) السلوك ج ١ ق ٢ / ٤١٠.
(٦) وقال اليونيني : «وبيع الرطل الدمشقيّ من التمر الهندي بستين درهما والحزّة من البطّيخ الأخضر بدرهم». (ذيل مرآة الزمان ١ / ٩١) ، وانظر : السلوك ج ١ ق ٢ / ٤٠٩ و ٤١٠.