نجيب الدّين ، أبو الفتح الشّيبانيّ ، الدّمشقيّ ، الصّفّار ، المعروف بابن الشّقيشقة (١) المحدّث ، الشّاهد.
ولد سنة نيّف وثمانين وخمسمائة.
وسمع بعد السّتّمائة الكثير ، وعني بالحديث وحصّل الأصول.
وسمع من حنبل «المسند» ، ومن : ابن طبرزد ، والخضر بن كامل ، ومحمد بن الزّنف ، والتّاج الكنديّ ، وابن مندويه ، وخلق بعدهم.
روى عنه : الدّمياطيّ ، والقاضي تقيّ الدّين الحنبليّ ، والنّجم بن الخبّاز ، والشّمس بن الزّرّاد ، وابن البالسيّ ، والنّجم محمود النّميريّ ، وعلاء الدين الكنديّ ، وآخرون.
وحدّث في آخر عمره بالمسند ، وكان أديبا ، فاضلا ، ظريفا ، مليح البزّة ، مقبولا عند القضاة. وكان يعرف شيوخ دمشق ومرويّاتهم ، ويسمع العالي والنّازل ، وخطّه وحش معروف. ولم يكن بالعدل في دينه.
قال أبو شامة (٢) : لم يمكن بحال أن يؤخذ عنه. كان مشتهرا بالكذب ورقّة الدّين ، مقدوحا في شهادته.
وكان قاضي القضاة نجم الدّين ابن سنيّ الدّولة مراعيا لذوي الجاهات ، فاستشهده لذلك ، وميّزه بأن جعله عاقدا للأنكحة تحت السّاعات ، فعجب النّاس ، فأنكروا ما فعل.
قال : وأنشدني البهاء بن الحافظ لنفسه فيه :
__________________
= ٢٠٩ رقم ٢١٩١ ، والعبر ٥ / ٢٣٦ ، ٢٣٧ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٧٤ ، والإشارة إلى وفيات الأعيان ٣٥٣ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٤٣٩ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٢١٧ ، ٢١٨ ، وفوات الوفيات ٤ / ١٨٥ رقم ٥٤٣ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٢٠٥ ، ٢٠٦ ، والزركشي ٣٣٥ ، وعقود الجمان لابن الشعار ٩ / ٨٥ ، وذيل التقييد للفاسي ٢ / ٢٩٥ ، ٢٩٦ رقم ١٦٦٣ ، وشذرات الذهب ٥ / ٢٨٥ ، وعقد الجمان (١) ١٩٣ ، ١٩٤ ، والدارس ١ / ٨٠ ، ٨١ ، وميزان الاعتدال ٤ / ٢٥٤ رقم ٩٠٥٤ ، ولسان الميزان (طبعة بيروت) ٧ / ١٩٢ رقم ٨٨٧٦.
(١) في البداية والنهاية ١٣ / ٢١٧ «ابن شعيشعة» وهو تصحيف. وذكره في وفيات سنة ٦٥٧ ه.
(٢) في ذيل الروضتين ٢٠١.