سمعت أبا عبد الله محمد بن أيّوب المقرئ يقول : سمعت شيخنا أبا عبد الله الفاسيّ يقول : مررت ببلد من أعمال الدّيار المصريّة وبها طائفة يمتحنون الشّخص ، فكلّ من لم يقل إنّ الله تكلّم بحرف وصوت آذوه وضربوه. فأتاني جماعة وقالوا : يا فقيه أيش تقول في الحرف والصّوت؟ فألهمت أن قلت : كلّم الله موسى بحرف وصوت على طور سيناء.
قال : فأكرموني تلك اللّيلة وأحضروا قصب السّكّر ونحوه. وبكّرت. بالغدوّ خوفا أن يشعروا بي في جعل موسى الفاعل.
قلت : الّذي أعتقده ما صحّ به النّصّ ، وهو أنّ الله كلّم موسى تكليما ، وسمع موسى كلام الله حقيقة بأذنه ، وما عدا هذا لا أخوض فيه ، ولا أكفّر من خاض فيه من الطّرفين.
قال أبو شامة (١) : في ربيع الآخر جاءنا الخبر من حلب بموت الشّيخ أبي عبد الله الفاسيّ ، وكان عالما فاضلا ، شرح قصيدة الشّاطبيّ شرحا حسنا (٢).
٣١٣ ـ محمد بن عبد الصّمد (٣) بن عبد الله بن حيدرة.
فتح الدّين السّلميّ ، الزّبدانيّ ، المعروف بابن العدل.
ولّي حسبة دمشق مدّة ، إلى أن توفّي.
وكان مهيبا ، جليلا ، مشكورا ، فيه عفّة.
توفّي في أوّل جمادى الآخرة.
وقد روى لنا ولده يحيى عن ابن الزّبيديّ العدل ، وهو لقب جدّه نجيب الدّين عبد الله الّذي عمل المدرسة بالزّبدانيّ. كان ذا مكانة عند السّلطان صلاح الدّين.
٣١٤ ـ محمد بن عبد العزيز (٤) بن عبد الرحيم بن رستم.
__________________
(١) في ذيل الروضتين ١٩٩.
(٢) وسمّى الشرح : «اللآلي الفريدة في شرح القصيدة».
(٣) انظر عن (محمد بن عبد الصمد) في : البداية والنهاية ١٣ / ٢١٣ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٢٠٢ ، ٢٠٣ ، وشذرات الذهب ٥ / ٢٨٤ ، وعقد الجمان (١) ١٩٠ ، والمنهل الصافي ٣ / ٢٥٧ رقم ١٢٨٤.
(٤) انظر عن (محمد بن عبد العزيز) في : ذيل الروضتين ١٩٩ ، والمختار من تاريخ ابن الجزري