فلمّا كانت اللّيلة الّتي توفّي فيها رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في النّوم يعزّيني في الشّيخ فورّخنا تلك الليلة ، فلمّا وصلنا وجدناه قد توفّي فيها (١).
قال خطيب زملكا : وقد اختلفوا على ما قيل فيمن يكون شيخا بعد الشّيخ عبد الله ، فقال بعضهم : الشّيخ الفقيه (٢) ، وقال آخرون : يكون الشّيخ توبة (٣) ، وقال بعضهم : الشّيخ عبد الله بن عبد العزيز (٤). فحدّثني الشّيخ إسرائيل قال : فرأى الشّيخ الفقيه في النّوم الشّيخ عبد الله وهو يقول : أنت والشّيخ توبة أصحابي ، والشّيخ عبد الله مريدي ، وولدي محمد ما هو صغير.
فلمّا أصبح أخبر الفقراء بما رأى ، فلمّا قدم الشّيخ محمد من الحجّ بسطوا له السّجّادة وقاموا حوله.
توفّي في رجب.
٣٦ ـ محمد بن عليّ.
الشّيخ الكبير الحريريّ المتقدّم ذكره في الشّطح والأحوال.
كان ولده هذا رجلا صالحا ، ديّنا ، خيّرا.
ومن محاسنه أنّه كان ينكر على أصحاب والده ويأمرهم باتّباع الشّريعة. ولمّا مات أبوه طلبوا منه الجلوس في المشيخة فشرط شروطا لم يقدر أصحابه على التزامها ، فتركهم وانعزل عنهم.
وأقام بدمشق وبها توفّي ، ودفن عند الشيخ رسلان ، رحمهالله.
وعاش سبعا وأربعين سنة.
__________________
(١) هو عبد الله بن عثمان بن جعفر الملقّب بأسد الشام ، الزاهد اليونيني الكبير. توفي يوم السبت في العشر الأول من ذي الحجة سنة ٦١٧ ه. تقدّمت ترجمته في الجزء (٦١١ ـ ٦٢٠ ه.)
برقم ٤٥٢.
(٢) هو أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله بن عيسى بن أبي الرجال اليونيني ، المتوفى سنة ٦٥٨ ه. وستأتي ترجمته في هذا الجزء برقم (٤٥٦).
(٣) هو توبة بن أبي البركات التكريتي. تقدّمت ترجمته في الجزء (٦١١ ـ ٦٢٠ ه.) برقم ٤٥٢ ، والجزء (٦٢١ ـ ٦٣٠ ه.) برقم ٨٢ ، وهو توفي سنة ٦٢٢ ه.
(٤) له ذكر في ترجمة عبد الله بن عثمان بن جعفر ، وكان بجبل قاسيون. انظر : شذرات الذهب ٥ / ٧٣ ـ ٧٥.