حكى العماد أحمد بن محمد بن سعد أنّ الشّيخ معالي خادم الشّيخ سلطان حدّثه أنّه سأل الشّيخ سلطان ، فقال له : يا سيّدي ، كم مرّة رحت إلى مكّة في ليلة؟ قال : ثلاث عشرة مرّة. قلت : فالشّيخ عبد الله اليونينيّ؟ قال : الشّيخ عبد الله لو أراد أن لا يصلّي فريضة إلّا في مكّة لفعل.
وقال الشّيخ عبد الدّائم بن أحمد بن عبد الدّائم : لمّا أعطي الشّيخ سلطان الحال جاء إليه سائس كرديّ فقال : قد عزلت أنا وولّيت أنت ، وبعد ثلاثة أيّام ادفنّي.
قال : فمات بعد ثلاث ودفنه.
وحكى الشّيخ الصّالح محمود بن سلطان أنّ أباه كانت تفتح له أبواب بعلبكّ باللّيل. وقال لي : إذا كانت لك حاجة تعال إلى قبري واسأل الله فإنّها تقضى.
فهذا ما وجدت من أخبار هذا الشّيخ ، وفي النّفس شيء من ثبوت هذه الحكايات. والدّعاء عند القبور جائز لكن في المسجد أفضل ، وفي السّحر أفضل ، ودبر الصّلاة أفضل ، والصّلاة لا تجوز عند القبور الفاضلة. وأمّا مضيّ الوليّ إلى مكّة فممكن ، لكنّ ذلك بلطيفته لا بهذا الجسد ، فالّذي أسري به ليلا إلى المسجد الأقصى هو سيّد البشر ، وذلك كان بجسده لا يشاركه في ذلك بشر إلا أن يشاء الله.
ـ حرف العين ـ
١٩ ـ عائشة بنت أبي المظفّر (١) محمد بن عليّ بن البلّ (٢) الدّوريّ ، الواعظ.
أمة الحكم الواعظة.
__________________
(١) انظر عن (عائشة بنت أبي المظفّر) في : صلة التكملة للحسيني ، ورقة ٤ ، والعبر ٥ / ١٦٨ ، ومرآة الجنان ٤ / ١٠٤.
(٢) البلّ : بفتح الباء وتشديد اللام. (تكملة الإكمال لابن نقطة ١ / ٣١٥) وقد ذكر أباها : أبا المظفّر محمد بن عليّ.