[الفتيا بالإيمان يزيد وينقص]
وفيها كتبت فتيا ببغداد : هل الإيمان يزيد وينقص؟ فامتنع الفقهاء من الجواب خوفا من الفتنة ، وكتب فيها الكمال عليّ بن وضّاح والمحدّث عبد العزيز القحيطيّ (١) وبالغا في ذمّ من يقول لا يزيد ولا ينقص. فأخذ الفتيا بعض الحنفيّة وعرضها على الدّيوان العزيز وقال : قد تعرّض لسبّ أبي حنيفة. فأمر بإخراج ابن وضّاح (٢) من المستنصريّة وبنفي القحيطيّ (٣).
[وصول قزم إلى بغداد]
وفيها وصل إلى بغداد أبو منصور الأصبهانيّ ، رجل كهل ، صغير الخلقة ، حذا طوله ثلاثة أشبار وثلاثة أصابع ، ولحيته طولها أكثر من شبر ، فحمل إلى دار الخلافة ، فأنعم عليه ودار على الأكابر (٤).
[مقتل خلق من النّزال بخانقين]
وفيها قتلت [التتر] (٥) بخانقين خلقا عظيما من النّزال ونهبوا أغنامهم وأبقارهم ، ثمّ نهبوا ناحية البتّ (٦) والرّاذان (٧) وأخربوا تلك النّواحي ، فخرج من بغداد عسكر لذلك. وأمر النّاس في جمادى الآخرة بالمبيت في أسواق بغداد وفي دروبها وبالوقيد (٨).
__________________
(١) في الأصل : «القحبطي» بموحّدة ، والتصحيح من : الحوادث الجامعة ، وتاريخ ابن الجزري.
(٢) في المختار من تاريخ ابن الجزري ٢١٨ «بإخراج وضاح» بإسقاط «ابن».
(٣) الحوادث الجامعة ١٢٠ وفيه : «ابن القحيطي» ، المختار من تاريخ ابن الجزري ٢١٨.
(٤) الحوادث الجامعة ١٢٠ ، المختار من تاريخ ابن الجزري ٢١٨ ، العسجد المسبوك ٢ / ٥٧٠ ، ٥٧١.
(٥) إضافة على الأصل.
(٦) البت : بالفتح والتشديد. قرية كالمدينة من أعمال بغداد قريبة من راذان. (معجم البلدان ١ / ٣٣٤).
(٧) الراذان : من قرى بغداد. (المشترك وضعا والمفترق صقعا ٣٧).
(٨) الحوادث الجامعة ١١٨ ، ١١٩ ، المختار من تاريخ ابن الجزري ٢١٨ ، ٢١٩ ، العسجد المسبوك ٢ / ٥٧١.