الطّاووسيّ ، والفخر إسماعيل بن عساكر ، وجماعة. وأبو المعالي بن البالسيّ بالحضور.
وكان من كبار الصّوفيّة وله بينهم حرمة وافرة.
توفّي في خامس صفر.
ودخل مرّاكش وحظي عند ملكها أبي يوسف ، فقال : قال لي يوما : كيف ترى هذه البلاد يا أبا محمد وكيف هي من بلادك الشّاميّة؟ قلت : يا سيّدنا بلاد حسنة أنيقة مكملة وفيها عيب واحد.
قال : ما هو؟ قلت : تنسي الأوطان. فتبسّم وأمر لي بزيادة رتبة وإحسان (١).
١٠٣ ـ عبد العزيز بن عبد الصّمد بن محمد بن الجزريّ.
الطّبيب المصريّ.
حدّث عن : البوصيريّ ، وغيره.
وكان يطبّب الفقراء ويؤثرهم بالأشربة وغيرها.
__________________
(١) وقال سبط ابن الجوزي : «كان فاضلا نزها عفيفا ، شريف النفس ، عالي الهمّة ، قليل الطمع ، لا يلتفت إلى مال أحد من خلق الله تعالى لأجل دنيا لا إلى أهله ولا إلى غيرهم ، وصنّف التاريخ وغيره ، وكان صديقي ، وكان رحمهالله تعالى يزورني ويحضر مجالسي ، وقد أنشدني لنفسه فقال :
لم ألق مستكبرا إلّا تحوّل لي |
|
عند اللقاء له الكبر الّذي فيه |
ولا حلالي لي من الدنيا ولذّتها |
|
إلّا مقابلتي للتيه بالتي |
وولي مشيخة الخوانك بعد أخيه صدر الدين ، وكانت وفاته في سادس عشر صفر ، وصلّي عليه بجامع دمشق ، ودفن بمقابر الصوفية عند المنيبع ...
ونقلت من خط ولده سعد الدين قال : ولد والدي تاج الدين يوم الأحد رابع عشر شوال سنة ٥٧٢ وكان مفنّنا في العلوم ، عارفا بالأصلين والفروع والترسّل والتواريخ والهندسة والطب ، وسمع الحديث الكثير ، وله مقاطيع شعر جيدة ، وصنّف الكتب ، منها «المؤنس» في أصول الأشياء ، ثماني مجلّدات ، وكتاب «السياسة الملوكية للكامل صاحب مصر» ، و «المسالك والممالك» ، و «عطف الذيل في التاريخ» ، وله «أمالي» وتواريخ كثيرة. (ذيل مرآة الزمان) ووقع في المطبوع من الكتاب أن الجويني سافر إلى المغرب في سنة ٥٧٣ (!) والصحيح سنة ٥٩٣ ه.