قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام [ ج ٤٥ ]

    7/591
    *

    وتصالحا على ذلك (١).

    تملّك امرأة على الكرج

    وفيها أو قبلها بيسير جرت واقعة قبيحة ، وهي أنّ الكرج ـ لعنهم الله تعالى ـ لم يبق فيهم من بيت الملك أحد سوى امرأة ، فملّكوها عليهم.

    قال ابن الأثير (٢) : طلبوا لها رجلا يتزوّجها ، وينوب عنها في الملك ، ويكون من بيت مملكة. وكان صاحب أرزن الرّوم مغيث الدّين طغريل شاه ابن قليج أرسلان بن مسعود بن قليج أرسلان ، وهو من الملوك السّلجوقية ، وله ولد كبير ، فأرسل إلى الكرج يخطب الملكة لولده ، فامتنعوا ، وقالوا : لا يملكنا مسلم ، فقال لهم : إنّ ابني يتنصّر ويتزوّجها ، فأجابوه ، فتنصّر ، وتزوّج بها ، وأقام عندها حاكما في بلادهم ، نعوذ بالله من الخذلان. وكانت تهوى مملوكا لها ، وكان هذا الزّوج يسمع عنها القبائح ، ولا يمكنه الكلام لعجزه ، فدخل يوما ، فرآها مع المملوك ، فأنكر ذلك ، فقالت : إن رضيت بهذا ، وإلّا أنت أخبر ، ثمّ نقلته إلى بلد ، ووكّلت به ، وحجرت عليه. وأحضرت رجلين وصفا لها بحسن الصورة فتزوّجت أحدهما ، وبقي معها يسيرا ، ثمّ فارقته ، وأحضرت آخر من كنجة (٣) وهو مسلم ، فطلبت منه أن يتنصّر ليتزوّجها ، فلم يفعل ، فأرادت أن تتزوّجه ، فقام عليها الأمراء ومعهم إيواني مقدّمهم ، فقالوا لها : فضحتنا بين الملوك بما تفعلين. قال : والأمر بينهم متردّد ، والرجل الكنجيّ عندهم ، وهي تهواه (٤).

    __________________

    (١) خبر (غياث الدين) في : الكامل في التاريخ ١٢ / ٤٢٠ ـ ٤٢١ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ١٣٤ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ١٤٥ ، ومفرّج الكروب ٤ / ١٣٦ ، والمختار من تاريخ ابن الجزري ١١٨ ، وسير أعلام النبلاء ٢٢ / ٢٤٢ ، والبداية والنهاية ١٣ / ١٠٣ ـ ١٠٤ ، والعسجد المسبوك ٢ / ٣٩٩ ، وتاريخ الخميس ٢ / ٤١٢.

    (٢) في الكامل ١٢ / ٤١٦ ـ ٤١٧ (حوادث سنة ٦٢٠ ه‍ ـ).

    (٣) يقال لها «كنجة» و «جنزة» ، وهي قصبة بلاد أرّان.

    (٤) انظر الخبر باختصار في : دول الإسلام ٢ / ١٢٦.