الخوارزميّ عن خلاط. وكان المعظّم يلبس خلعة الخوارزميّ ، ويركب فرسه ، وإذا حادث الأشرف ، حلف برأس خوارزم شاه جلال الدّين ، فيتألّم الأشرف (١).
سفر خال ابن الجوزي إلى الكامل في مصر
وتوجّه خالي إلى الملك الكامل (٢).
عصيان نائب كرمان على جلال الدّين
وقال ابن الأثير (٣) : في جمادى الآخر جاء جلال الدّين الخبر أن نائبة بكرمان قد عصى عليه ، وطمع في تملّك ناحيته ، لاشتغال السّلطان بحرب الكرج وبعده ، فسار السّلطان جلال الدّين يطوي الأرض إلى كرمان ، وقدّم بين يديه رسولا إلى متولّي كرمان بالخلع ليطمّنه ، فلمّا جاءه الرسول ، علم أنّ ذلك مكيدة لخبرته بجلال الدّين ، فتحوّل إلى قلعة منيعة ، وتحصّن ، وأرسل يقول : أنا العبد المملوك ، ولمّا سمعت بمسيرك إلى البلاد أخليتها لك ، ولو علمت أنّك تبقي عليّ ، لحضرت إلى الخدمة. فلمّا عرف جلال الدّين ، علم أنّه لا يمكنه أخذ ما بيده من الحصون ، لأنّه يحتاج إلى تعب وحصار ، فنزل بقرب أصبهان ، وأرسل إليه الخلع ، وأقرّه على ولايته. فبينما هو كذلك ، إذ وصل الخبر من تفليس بأنّ عسكر الأشرف الّذي بخلاط قد هزموا بعض عسكره ، فساق كعادته يطوي المراحل حتّى نازل مدينة منازكرد في آخر السّنة ، ثمّ رحل من جمعته ، فنازل خلاط ، فقاتل أهلها قتالا شديدا ، ووصل عسكره إلى السور ، وقتل خلق من الفريقين ، ثمّ زحف ثانيا وثالثا ، وعظمت نكاية عسكره في أهل خلاط ، ودخلوا الرّبض ، وشرعوا في السّبي والنّهب ، فلمّا رأى ذلك أهل خلاط تناخوا ، وأخرجوهم ، ثمّ أقام يحاصرها ، حتّى كثر البرد والثّلج ، فرحل عند ما بلغه إفساد التّركمان في بلاد أذربيجان ، وجدّ في السّير ، فلم
__________________
(١) الخبر في : ذيل الروضتين ١٤٨ ، وانظر : المختصر في أخبار البشر ٣ / ١٣٦ ، وزبدة الحلب ٣ / ١٩٨ ـ ١٩٩ ، ومفرّج الكروب ٤ / ١٧٩ ـ ١٨٠ ، ونهاية الأرب ٢٩ / ١٣٧.
(٢) الخبر في : ذيل الروضتين ١٤٨ ، ومفرّج الكروب ٤ / ١٧٦.
(٣) في «الكامل» : ١٢ / ٤٥٤ ـ ٤٥٥.