روى ابن حكيم بن معاوية بن حيدة القشيري ، عن أبيه ، عن جدّه : أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال :
«في كلّ أربعين من الإبل ابنة لبون ، ولا تفرّق إبل عن حسابها ، من أتانا بها مؤتجراً فله أجرها ، ومن منعناها أخذناها منه وشطر إبله عزمة من عزمات ربّنا ، ليس لمحمّـد وآل محمّـد فيها شيء ، وفي كلّ غنيمة خمس أهل الخمس بكتاب الله عزّ وجلّ وإن منعوا».
فخصّ الحسن عليهالسلام ما لعلّه كان عنده أعفّ وأنظف من مال أرْدَشِير خُرَّه ؛ لأنّها حوصرت سبع سنين حتّى اتّخذ المحاصرون لها في مدّة حصارهم إيّاها مصانع وعمارات ، ثمّ ميّزوها من جملة ما فتحوها بنوع من الحكم ، وبين الاصطخر الأوّل والاصطخر الثاني هنّات علمها الربّاني الذي هو الحسن عليهالسلام ، فاختار لهم أنظف ما عرف.
فقد روي عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) أنّه قال في تفسير قوله تعالى (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْؤُولُونَ) (١) : «إنّه لا يجاوز قدما عبد حتّى يُسئل عن أربع : عن شبابه فيما أبلاه ، وعن عمره فيما أفناه ، وعن ماله من أين جمعه وفيما أنفقه ، وعن حبّنا أهل البيت».
وكان الحسن والحسين عليهماالسلام ابنا عليّ عليهالسلام يأخذان من معاوية الأموال فلا ينفقان من ذلك على أنفسهما وعلى عيالهما ما تحمله الدابة بفيئها.
قال شيبة بن نعّامة : كان عليّ بن الحسين عليهالسلام ينحل ، فلمّا مات نظروا فإذا هو يقول في المدينة أربعمئة بيت من حيث لم يقف الناس عليه.
__________________
(١) سورة الصافات ٣٧ : ٢٤.