[رواية سبط ابن الجوزي عن ابن يونس]
وأمّا أبو المظفّر فقال في «المرآة» (١) : أخذ ابن يونس وكان محلوق الرأس ، فأحضر بين يدي السّلطان طغرل ، فألبسه طرطورا أحمر فيه خلاخل ، وجعل يضحك عليه ، ولم يرجع إلى بغداد من العسكر إلّا القليل ، تقطّعوا في الجبال ، وماتوا جوعا وعطشا ، وعمل النّاس الأشعار فيها.
قال : ثمّ كتب الخليفة إلى بكتمر صاحب خلاط ليطلب ابن يونس من طغرل ، وكان قزل أخو البهلوان قد حشد وجمع ، والتقى طغرل على همذان ، فانهزم طغرل (٢) إلى خلاط ومعه ابن يونس ، فأنكر عليه بكتمر ما فعله بالوزير وبعسكر الخليفة ، فقال : هم بدءوني وبغوا عليّ.
فقال له : أطلق الوزير. فلم يمكنه مخالفته فأطلقه ، فبعث إليه بكتمر الخيل والمماليك ، فردّ الجميع ، وأخذ بغلين ببردعتين ، وركب هو بغلا وغلامه آخر ، وسار في زيّ صوفيّ ، وقدم الموصل ، فانحدر في سفينة متنكّرا.
[العزل عن نيابة الوزارة]
وفي ربيع الأوّل عزل قاضي القضاة أبو طالب عن نيابة الوزارة.
[وزارة بغداد]
وفي شعبان ولّي الوزارة ببغداد شهاب الدّين أبو المعالي سعيد بن حديدة.
__________________
(١) القول غير موجود في المطبوع من : مرآة الزمان حيث سقطت حوادث ٥٨٤ و ٥٨٥ ه.
(٢) جاء في «آثار الأول في ترتيب الدول» للعبّاسي ص ١٠٤ : «ولما حارب السلطان طغرل السلجوقي لقزل أرسلان في المرة الأولى لمخامرة عسكره عليه ، انكسر وبقي السلطان أسيرا مع غلمانه راكبا على فرسه والجتر على رأسه ، وقد هربت عساكره ، وتقدّمت جموعه ، ونهبت أثقاله ، فتقدّم قزل أرسلان وترجّل عن فرسه وقبّل الأرض بين يديه ، وقال له : يا خوند أنت السلطان ونحن عبيد ومماليك وخواجه تاشية نتخاصم مع بعضنا بعض ، ونتقاتل ونصطلح ، فارجع إلى همذان ونحن بين يديك ، ففعل ذلك مدة. وهذا من جميل مقابلة النّعم بالشكر».