أخذ عنه جلّة أهل الأندلس ، وطال عمره ، واشتهر اسمه.
وتوفّي في رابع عشر شوّال سنة ستّ وثمانين وله تسعون سنة كاملة وأشهر.
وممّن روى عنه : محمد بن عبيد الله الشّريشيّ ، وأبو الحسين محمد بن محمد بن سعيد بن زرقون ، وأبو بكر محمد بن عليّ ابن الغزّال ، وأبو عليّ عمر بن محمد الشلوبين ، وأبو الخطّاب بن دحية ، ويحيى بن أحمد السّكونيّ اللّبليّ ، وخلق سواهم (١).
٢٢٧ ـ محمد بن عبد الباقي بن عبد العزيز بن عبد الباقي (٢).
أبو الفتح الشّهرياريّ ، الفارسيّ الأصل ، البغداديّ ، المعروف بالدّاريج.
خدم حاجبا ثمّ ولّي حجبة الحجّاب ، ثمّ نقل إلى صدريّة ديوان العرض.
ثمّ خرج بالعسكر المنصور إلى دقوقا فافتتحها.
وكان نجيبا ، شهما ، كامل السّؤدد ، فولّي نيابة الوزارة ، وعزل قبل موته.
وتوفّي في ثامن جمادى الأولى.
٢٢٨ ـ محمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن المظفّر بن عليّ (٣).
__________________
(١) وقال أبو الربيع بن سالم : ومن أعيان شيوخي الإمام الحافظ الصدر الكبير أبو بكر بن الجدّ ، فقيه الأندلس ، وحافظها ، وزعيمها غير منازع ، ولا مدافع ، انتهت إليه رئاسة الفقه أزيد من ستين سنة مع الجلالة التي تجاوز مداها ، والخلال التي التزم أهداها ، وكان في غزارة الحفظ ، ومتانة مادّة العلم ، عبرة من العبر ، وآية من الآيات ، سمعت عليه «جامع الترمذي» ، وأشياء ، رحمهالله.
وذكره ابن رشيد فقال : بحر الفقه وحبره ، وفقيه الأندلس في وقته ، وحافظ المذهب ، لا يدانيه أحد ، مع الذهن الثاقب وسرعة الجواب ، والبراعة في العربية ، وقد حلف أبو بكر محمد بن علي التجيبي أن ابن الجدّ أحفظ من ابن القاسم ، وقد أكثر عن أبي الحسن ابن الأخضر ، ومع إمامته قلّ ما صنّف. (سير أعلام النبلاء ٢١ / ١٧٨ ، ١٧٩).
(٢) انظر عن (محمد بن عبد الباقي) في : ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن الدبيثي ٢ / ٧٥ رقم ٢٨٤.
(٣) انظر عن (محمد بن محمد) في : الكامل في التاريخ ١٢ / ٥٩ ، والروضتين ٢ / ١٨٢ ، وخريدة القصر (قسم الشام) ٢ / ٣٢٩ ، ومرآة الزمان ج ٨ ق ١ / ٣٤١ (في ترجمة أبيه) ،