وفي شعره يبوسة وفصاحة. فله في الظّاهر :
جنّب السرب وخف من أن تصدّ |
|
أيّها الآمل جهدا أن يصد |
واجتنب رشقة ظبي إن رنا |
|
أثبت الأسهم في خلب الكبد |
تعليّ الطّرف طائيّ الحشا |
|
مازنيّ الفتك صخريّ الجلد |
أهيف لاعبه من شعره |
|
أرقم ماس على خوطه قد |
فانثنت (١) غصنا ومن أزهاره |
|
بدر تمّ حلّ في برج الفند |
منعته عقربا أصداغه |
|
من جنا لثم ومن تجميش يد |
وحسام من لحاظ خلته |
|
صارم الظّاهر يوم المطّرد |
ملك قامت له هيبة (٢) |
|
عوض الجيش وتكثير العدد |
علّق الفرقد في جبهته |
|
والثّريّا في عذار فوق خد |
وأرانا سرجه شمس الضّحى |
|
فحسبنا أنّه برج الأسد (٣) |
ثمّ رجع أبو العرب هذا في هذا العام إلى مصر ، فالتقى الحكيم أبا موسى اليهوديّ الّذي أهدر دمه بالمغرب وهرب ، فاصطنعه أبو العرب ، فنمي الخبر إلى صاحب المغرب ، فطلب أبا العرب أيضا ، فهرب وطلع من اللّاذقيّة ثانيا ، وأراد أن يتكلّم في اليهوديّ بمصر ، فبذل لرجل ذهبا حتّى يقتل أبا العرب ، فأتاه وهو على شاطئ النّيل ، فضربه بخشبة ، فسقط في النّيل (٤).
__________________
(١) في الأصل : «فانثنا» ، والمثبت من الهامش حيث كتب : «فانثنت ، يعني الخوطة. وكذا في : بغية الطلب ٤ / ٣٧٠.
(٢) في بغية الطلب : «هيبته».
(٣) الأبيات في (بغية الطلب) وفيه زيادة.
(٤) قال الخطيب أبو عبد الرحمن بن هاشم : وقيل إنما فعل به أبو موسى اليهوديّ هذا لأنّ أبا العرب كان عرف من حاله أنه أسلم في بلاد الغرب وحفظ القرآن ، فشهد عليه بذلك وأراد إقامة البيّنة عليه ففعل به ذلك.
وقال ابن العديم : كتب إلينا الحافظ أبو عبد الله الدبيثي الواسطي قال : إسماعيل بن مفروح بن عبد الملك بن إبراهيم الكناني أبو العرب الباديسي المغربي ، منسوب إلى بلدة بالمغرب تسمّى باديس ، شاب فاضل كاتب ، له معرفة حسنة بعلم الكلام والأدب ، وله شعر جيد. قدم بغداد وأقام بها وتكلّم مع جماعة من أهلها في علم الكلام ، وجالس