المحدّث أبو العزّ (١) بن أبي حرب البغداديّ ، الحربيّ.
أحد من عني بهذا الشّأن. قرأ الكثير ، وحصّل ، ونسخ ، وخرّج ، وصنّف.
قال ابن الدّبيثيّ (٢) : كان ثقة صالحا ، صاحب سنّة ، منظورا إليه بعين الدّيانة والأمانة.
سمع : أبا القاسم بن الحصين ، وأبا العزّ بن كادش ، وهبة الله بن الطّبر ، وأبا غالب بن البنّاء ، فمن بعدهم.
وحدّث بالكثير ، وأفاد الطّلبة ، ونعم الشّيخ كان.
كان مولده في سنة خمسمائة ، وتوفّي في الثّالث والعشرين من المحرّم.
قلت : روى عنه : الشّيخ الموفّق ، والحافظ عبد الغنيّ ، وحمد بن صديق الحرّانيّ ، والبهاء المقدسيّ ، وأبو عبد الله الدّبيثيّ ، وخلق سواهم.
وصنّف كتابا في «فضائل يزيد» أتى فيه بالعجائب ، ولو لم يصنّفه لكان خيرا له. وعمله ردّا على ابن الجوزيّ. ووقع بينهما عداوة لأجل يزيد ، نسأل الله أن يثبّت عقولنا ، فإنّ الرجل لا يزال بعقله حتّى ينتصب لعداوة يزيد أو ينتصر له ، إذ له أسوة بالملوك الظّلمة.
وذكر شيخنا ابن تيميّة قال : قد قيل إنّ الخليفة النّاصر لمّا بلغه نهي الشّيخ عبد المغيث عن لعنة يزيد قصده متنكّرا ، وسأله عن ذلك ، فعرفه عبد المغيث ، ولم يظهر أنّه يعرفه ، فقال : يا هذا ، أنا قصدي كفى ألسنة النّاس عن خلفاء المسلمين ، وإلّا فلو فتحنا هذا الباب لكان خليفة الوقت هذا أحقّ
__________________
= ٧٨ ـ ٨٠ ، والتقييد ٣٨٨ ، ٣٨٩ رقم ٥٠٤ ، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي ١٥ / ٢٨٥ ، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار ١٦ / ٢ ، والتكملة لوفيات النقلة ١ / ٦٣ رقم ١١ ، والمختصر المحتاج إليه ٣ / ٩٤ ، ٩٥ رقم ٩٢٩ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٤٠ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ١٥٩ ـ ١٦١ رقم ٧٩ ، والعبر ٤ / ٢٤٩ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٣٢٨ ، والذيل على طبقات الحنابلة ١ / ٣٥٤ ـ ٣٥٨ ، والعسجد المسبوك ٢ / ٢٠٣ ، وعقد الجمان (مخطوط) ١٧ / ٥١ ، والنجوم الزاهرة ٦ / ١٠٦ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٧٥ ، ٢٧٦.
(١) تصحّفت الكنية في شذرات الذهب إلى «أبي العزيز».
(٢) في المختصر المحتاج إليه ٣ / ٩٥ ، وذيل تاريخ بغداد ١٥ / ٢٨٥.