وقرأ العربيّة على ابن برّي ، وغيره. وتصدّر للإقراء بدار العلم وبالجامع الظّافريّ (١). وانتفع به النّاس. أخذ عنه علم الدّين السّخاوي ، وجماعة.
وتوفّي في تاسع المحرّم. وكان صالحا خيّرا.
٢٩ ـ عصمة الدّين (٢).
الخاتون المحترمة بنت الأمير معين الدّين أنز (٣). زوجة السّلطان نور الدّين ، ثمّ زوجة السّلطان صلاح الدّين. تزوّج بها صلاح الدّين في سنة اثنتين وسبعين ، وكانت من أعفّ النّساء وأجلّهن ، وأوفرهنّ حشمة. وهي واقفة المدرسة الخاتونيّة بمحلّة حجر الذّهب بدمشق ، والخانقاه (٤) الخاتونيّة الّتي على بانياس (٥).
أمّا الخاتونيّة الّتي في آخر الشّرف القبليّ فمنسوبة إلى زمرّد خاتون بنت جاولي أخت الملك دقاق لأمّه ، وزوجة أتابك زنكي والد نور الدّين.
توفّيت عصمة الدّين بدمشق في ذي القعدة ، وتعرف بالخاتون العصميّة ، ودفنت بتربتها المنسوبة إليها بقاسيون قبليّ قبّة شركس (٦) ، ومنارتها كلّها حجر.
٣٠ ـ عمر بن عبد المجيد بن عمر بن حسين (٧).
__________________
(١) قال ابن الجزري : الجامع الظافري هو الّذي بسوق الشّوايين من القاهرة ، ويعرف اليوم بجامع الفاكهانيين.
(٢) انظر عن (عصمة الدين) في : مرآة الزمان ج ٨ ق ١ / ٣٨٥ ، والعبر ٤ / ٢٤٥ ، والدارس في تاريخ المدارس ١ / ٧٤ و ٣٨٨ ـ ٣٩٠ ، البداية والنهاية ١٢ / ٢٩٥ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٧٤.
(٣) هكذا في الأصل ، بالزاي ، وهو يرد أيضا بالراء.
(٤) في الأصل : «الخانقة».
(٥) في الدارس ١ / ٣٨٩ ظاهر باب النصر في أول الشرف القبلي على بانياس.
(٦) في الأصل : «سركس» بالمهملتين. وترد «جركس».
(٧) انظر عن (عمر بن عبد المجيد) في : معجم البلدان ٥ / ٢٣٩ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٤٠ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ١٥٧ (دون ترجمة) ، والعبر ٤ / ٢٤٥ ، والعقد الثمين ٦ / ٣٣٤ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٧٢ ، وكشف الظنون ١٥٧٥ ، ومعجم المؤلفين ٧ / ٢٩٥.