الصفحه ٥٥٥ :
يكون في خلقه
وأمره ما لا حكمة فيه ولا غاية محمودة يفعل لأجلها ، ويأمر لأجلها ، فالله أكبر
وأجلّ من
الصفحه ٥٥٧ :
وفي أثر ذكره
الإمام أحمد في «الزهد» (١) : أنّ موسى قال يا رب : هلّا سوّيت بين عبادك؟ قال : إني
الصفحه ٥٧٤ : .
وتأمّل كون الوضوء
في الأطراف التي هي محل الكسب والعمل ، فجعل في الوجه الذي فيه السمع والبصر
والكلام والشم
الصفحه ٥٧٥ :
في مصلحته وحكمته
إلا أنه سيماء هذه الأمة ، وعلامتهم في وجوههم وأطرافهم يوم القيامة بين الأمم
الصفحه ٥٨٧ :
بالنار.
وكذلك الحكمة في
خلق النسيم ، وما فيه من المصالح والعبر ، فإنه حياة هذه الأبدان وقوامها
الصفحه ٥٩٤ : ،
هي أحبّ إلى الله وأرضى له من جهاد في سبيله ، ومخالفة هوى النفس وشهوتها له ،
ويحتمل المشاق والمكاره في
الصفحه ٦٠٣ : ، فيظهر كماله المقدس ، وإن كان لم يزل كاملا ، فمن كماله ظهور آثار كماله
في خلقه وأمره وقضائه وقدره ووعده
الصفحه ٦٠٨ : ، وسعوا في تعطيل مراداته
، كما لم يوافقهم على مراداتهم ، فيحصل له من الألم والتعذيب بحسب ذلك ، فهو في
ألم
الصفحه ٦١١ : أن يهاجروا من أرضهم
إلى أرضه الواسعة ، فيعبدونه فيها.
ثم نبّههم بالنقلة
الكبرى من دار الدنيا إلى
الصفحه ٦١٣ : : أيّ حكمة في خلق النفس مريدة للخير والشر ، وهلّا خلقت مريدة
للخير وحده؟ وكيف اقتضت الحكمة تمكينها من
الصفحه ٦٢٦ : ، وصرح به في قوله : «حتى إذا هذبوا ، ونقّوا ، أذن لهم في
دخول الجنة» (١) وكذلك قوله تعالى : (طِبْتُمْ
الصفحه ٦٤٣ :
بدوامه فضلا عن العلم الضروري ، فأين في الأدلة الشرعية أو العقلية دليل واحد
يقتضي ذلك.
الطريق
الرابع
الصفحه ٦٥٤ : : (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي
الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ (١١٦)) [الأنعام] وبعث
النار من كل
الصفحه ٦٥٦ : أحكم الحاكمين ، في المخلوق من
هذه المواد ، ثم إنه سبحانه يخلص ما في المخلوق من تينك المادتين من الخبث
الصفحه ٦٦٤ : مباشرة الأسباب في العاجل ، والخير والشر يرجع إلى حسن العاقبة
وسوئها ، فهو حلو ومرّ في مبدئه وأوله ، وخير