قائمة الکتاب
ما من كتاب أعظم إثباتا للأسباب كالقرآن
٤٨١
إعدادات
شفاء العليل
شفاء العليل
المؤلف :شمس الدّين محمّد بن أبي بكر بن أيّوب الزّرعي [ ابن القيّم ]
الموضوع :العقائد والكلام
الناشر :دار الجيل
الصفحات :776
تحمیل
فصل
النوع السادس عشر : إخباره سبحانه أنه على صراط مستقيم ، في موضعين من كتابه.
أحدهما : قوله حاكيا عن نبيه هود : (إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٥٦)) [هود].
والثاني : قوله : (وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُما أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلى مَوْلاهُ أَيْنَما يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٧٦)) [النحل].
قال أبو إسحاق : أخبر أنه وإن كانت قدرته تنالهم بما شاء ، فهو لا يشاء إلا العدل.
قال ابن الأنباري : لما قال : (إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها (٥٦)) [هود] ، كان في معنى : لا تخرج عن قبضته ، قاهر بعظيم سلطانه كلّ دابة ، فأتبع ذلك قوله : (إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٥٦)) [هود] أي : إنه على الحق ، قال : وهذا نحو كلام العرب إذا وصفوا رجلا حسن السيرة والعدل والإنصاف ، قالوا : فلان طريقه حسنة. وليس ثمّ طريق. وذكر في معنى الآية أقوال أخر هي من لوازم هذا المعنى وآثاره ، كقول بعضهم : إنّ ربي يدلّ على صراط مستقيم ، فدلالته على الصراط من موجبات كونه في نفسه على صراط مستقيم ، فإن تلك الدلالة والتعريف من تمام رحمته وإحسانه وعدله وحكمته.
وقال بعضهم : معناه : لا يخفى عليه شيء ، ولا يعدل عنه هارب.