الصفحه ٦٠٩ : وأعوام بلى سبحانه الممتحنين فيه بأن ذلك الابتلاء آجلا ، ثم ينقطع ، وضرب
لأهله أجلا للقائه ، يسلّيهم به
الصفحه ٦١٠ : من خالفهما ، وعلى سبيله من
الامتحان والابتلاء ما فيه ، ثم ذكر سبحانه حال من دخل في الإيمان على ضعف
الصفحه ٦٣٢ : نفس المعذب وإما غيره أو هما ؛
والأول ممتنع ، ولا مصلحة له في دوام العقوبة بلا نهاية ، وأما مصلحة غيره
الصفحه ٦٤١ : بهم في النار ، وتبقى هذه الأمة في الموقف حتى يأتيها
ربّها عزوجل ، ويقول : ألا تنطلقون حيث انطلق الناس
الصفحه ٦٥١ : ، فإذا عذّب من يعذب لحكمة ، كان
هذا جاريا على مقتضاها ، كما يوجد في الدنيا من العقوبات الشرعية والقدرية
الصفحه ٦٥٣ :
وهاهنا مذاهب أخرى
باطلة ، منها قول من قال : إنهم يعذبون في النار مدة لبثهم في الدنيا. وقول من قال
: إنها
الصفحه ٦٥٥ : ،
وأنزل عليهم كتبه ، وبيّن لهم مواقع رضاه وغضبه ، ووعدهم على مخالفة هواهم
وطبائعهم أكمل اللذات في دار
الصفحه ٦٦٧ : يكوّنه ، وهذا محال.
فانظر ما في إطلاق
هذه الألفاظ في النفي والإثبات ، من الحق والباطل ، الذي يتبين
الصفحه ٦٦٩ :
يتسمى باسمه ، ولهذا كان قول من قال : إنه يسمى متكلما بكلام منفصل عنه ، وخلقه في
غيره ، ومريدا بإرادة
الصفحه ٦٧٢ : يستغيث به ، ولا يدل أمته على
ذلك.
ومنها : أنّ العفو
من صفات الفعل القائمة به ، وفيه ردّ على من زعم أن
الصفحه ٦٧٨ :
لصاحبه الغم ،
فهذه المكروهات هي من أعظم أمراض القلب وأدوائه ، وقد تنوّع الناس في طرق أدويتها
الصفحه ٧٠٥ : العباد من الشقاوة والسعادة. قال : وهذا كله يدل من
كلامه على أنّ المراد بالفطرة هاهنا ابتداء خلقه في بطن
الصفحه ٧١٧ :
جلب ما ينفعه ودفع
ما يضره ، ثم هذا الحب والبغض يحصل فيه شيئا فشيئا بحسب حاجته ، ثم قد يعرض لكثير
الصفحه ٧١٨ : ء ، إلى ما يصيرون إليه عند البلوغ ، من قبولهم غير إيمانهم
واعتقادهم. قالوا : والفطرة في كلام العرب البدا
الصفحه ٧٣٨ :
تربيتهم.
وأحمد يقول : إنّ
الذميّ إذا مات ، ورثه ابنه الطفل ، مع قوله في إحدى الروايات ، أنه يصير مسلما