الصفحه ٤٧٣ :
فصل
ونحن نذكر أصولا
مهمة نبيّن بها جواب هذه الأسئلة ، وقد اعترف كثير من المتكلمين ممن له نظر في
الصفحه ٤٧٧ : لا تكون لغيره ، وكونه أكبر
من كلّ شيء في ذاته وأوصافه وأفعاله ينفي ذلك لمن رسخت معرفته في معنى
الصفحه ٥٠٠ :
في كل زمان ، فإنه
سبحانه لا يزال يحدث لعباده من الآيات ما يخوفهم بها ، ويذكرهم بها ، ومن ذلك قوله
الصفحه ٥١٥ : وعلمه يأبى أن يضع رسالاته في غير محلها وعند غير أهلها ، ولو كان الأمر
راجعا إلى محض المشيئة لم يكن في
الصفحه ٥١٨ :
مستندا لنفي السمع والإجماع ، وحينئذ فيقال لهؤلاء : إن لم يكن في إثبات الحكمة
نقص ، لم يجز نفيها ، وإن
الصفحه ٥٢٥ : يحبه ، وفعل لأجله ، وهذا غاية الكمال ، وعدمه هو النقص ، فإن من كان قادرا
على تحصيل ما يحبه وفعله في
الصفحه ٥٣٢ :
قدم المكون ،
فقولي في قدم الحكمة مع حدوث الفعل التي فعل لأجلها ، كقولكم في قدم الإرادة
والتكوين
الصفحه ٥٣٧ :
باطلة ، وقد كفى
مئونة إبطالها الرازيّ والآمدي في أكثر كتبهما وغيرهما ، وأما إثبات الحكمة ، فقد
قام
الصفحه ٥٣٩ :
توسّط الشرط أو
السبب أو المادة التي يحدث فيها ما يحدثه ، فليس بعبث توضيحه.
الجواب
الثالث : أن
الصفحه ٥٥٣ :
، وينعم وينتقم ويخفض ويرفع ، ويرسل الرسل إلى أقطار مملكته ، ويتقدم إلى عبيده
بأوامره ونواهيه ، فأي ملك في
الصفحه ٥٦٦ : ، فكيف يقال : أي حكمة في ذلك ، وإنما هو مجرد مشقة ونصب بغير فائدة ، فو
الله إنّ من زعم ذلك ، وظنّه في
الصفحه ٥٦٧ : أكبر شواهد صدقهم.
وكل من له خبرة
بنوع من أنواع العلوم ، إذا رأى حاذقا قد صنف فيه كتابا جليلا ، عرف
الصفحه ٥٧٠ : ، وتضمنت الثناء والدعاء وأشرف
الغايات ، وهي العبودية ، وأقرب الوسائل إليها ، وهي الاستعانة ، مقدما فيها على
الصفحه ٥٧٨ : إلا العدم المحض ، وليس في الوجود
إلا الله ومفعولاته ، وهي آثار أفعاله ، وأفعاله آثار صفاته وصفاته
الصفحه ٥٨٨ : بالذنب ، وجعل هذا الأب عبرة لمن أصرّ وأقام على ذنبه ،
وهذا الأب عبرة لمن تاب ورجع إلى ربه ، فلله كم في