الصفحه ٦٩٤ : وشرع ، ولو كان قضاء كونيا لما عبد غير الله.
والحكم أيضا نوعان
: فالكوني كقوله : (قالَ رَبِّ احْكُمْ
الصفحه ٦٦٦ : تنقسم ، بل كل ما أراده من أفعاله
فهو محبوب مرضيّ له ، ففرق بين إرادة أفعاله وإرادة مفعولاته ، فإن أفعاله
الصفحه ٤٥١ : ، ونوح حملهم بفعله ومباشرته.
فصل
وأما قول الجاحظ :
إنّ العبد يحدث أفعاله الاختيارية من غير إرادة منه
الصفحه ٦٦٧ : الفعل وتوفيقه له وصرف موانعه عنه ، كما أراد من إبليس أن
يسجد لآدم ، ولم يرد من نفسه أن يعينه على السجود
الصفحه ٤٤٩ : صريح العقل ، وقال بحدوث حوادث بلا محدث.
وقولكم : إن
الإرادة لا تعلل ، كلام باطل لا حقيقة له ، فإن
الصفحه ٤٥٣ :
وتحقيق ذلك أن
الله سبحانه بعدله وحكمته أعطى العبد قدرة وإرادة ، يتمكن بها من جلب ما ينفعه
ودفع ما
الصفحه ٤٥٤ : ، وخلّى بينه وبين نفسه ، ولم يكن بذلك ضالا له ،
لأنه قد أعطاه قدرة وإرادة ، وعرّفه الخير والشر ، وحذّره
الصفحه ٣٦٢ :
مقدورا له ، لما لم يوجد السبب التام والإرادة الحازمة الموجبة للفعل ، فلما تمكن
الداعي ، واستحكمت الإرادة
الصفحه ١٠ : مشيئته ، وكلّ ما في
الكون فقد أراده وشاءه وكلّ ما شاءه فقد أحبه.
وأخبرني شيخ
الإسلام قدس الله روحه أنه
الصفحه ٣٧٥ :
عليه من صفاته القائمة به ، فالله سبحانه أنشأ العبد نشأة ، يتحرك فيها بالطبع ،
فحركته بالإرادة
الصفحه ٤٦٧ :
الوجوديّ ليس فيه
تفاوت ، والتفاوت إنما حصل بسبب هذا الخلق ، فإنّ الخالق سبحانه لم يخلق له
استعدادا
الصفحه ٣٢٨ : التي اخترعها
العبد على ما علم ، وأراد ، فاختيارهم واتصافهم بالاقتداء والقدرة خلق الله ابتداء
، ومقدورها
الصفحه ٣٦٦ :
الذي هو كمال الذل والخضوع والانقياد له ، مع كمال المحبة والإثابة وبذل الجهد في
طاعته ومرضاته ، وإيثار
الصفحه ٤٤٨ : إرادة الفعل ، ولكن الإرادة لا توجب المراد ،
فإحداثها فيها امتحانا له وابتلاء ، وأقدره على خلافها ، وأمره
الصفحه ٩٠ : مطلق الإرادة والمشيئة.
قال في الصحاح :
الخيرة الاسم من قولك : خار الله لك في هذا الأمر ، والخيرة أيضا