يا أباذر هذا راية الهدى وكلمة التقوى والعروة الوثقى وإمام أوليائي ونور من أطاعني ، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين فمن أحبه كان مؤمنا ومن أبغضه كان كافرا ومن ترك ولايته كان ضالا مضلا ومن جحد حقه كان مشركا (١).
يا أباذر يوتى بجاحد حق علي وولايته يوم القيامة أصم وأبكم وأعمى يتكبكب في ظلمات يوم القيامة ينادي منا ( يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ ) [ ٥٦ / الزمر ] والقى [ ب ( خ ل ) : يلقى. في. ب ] عنقه طوق من نار [ ر : النار ] ولذلك الطوق ثلاثماءة شعبة على كل شعبة شيطان يتفل في وجهه الكلح [ ز : ويكلح ] من جوف قبره إلى النار.
فقال أبو ذر : قلت : فداك أبي وأمي يا رسول الله ملأت قلبي فرحا وسرورا فزدني. فقال :
يا أبا ذر لما أن عرج بي إلى السماء فصرت في [ السماء. أ ، ر ] الدنيا أذن [ ظ ] ملك من الملائكة وأقام الصلاة فأخذ بيدى جبرئيل [ عليهالسلام. ر ] فقدمني وقال لي : يا محمد صل بالملائكة فقد طال شوقهم إليك ، فصليت بسبعين صفا [ كل. ر ] الصف ما بين المشرق والمغرب لا يعلم عددهم إلا الذي خلقهم فلما انتفلت من صلاتي وأخذت في التسبيح والتقديس أقبلت إلي شرذمة بعد شرذمة من الملائكة فسلموا علي وقالوا : يا محمد لنا إليك حاجة هل تقضيها يا رسول الله؟ فظننت أن الملائكة يسألون الشفاعة عند رب العالمين لان الله فضلني بالحوض والشفاعة على جميع الانبياء قلت : ما حاجتكم [ يا. ر ] ملائكة ربي؟ قالوا : يا نبي الله إذا رجعت إلى الارض فاقرء علي بن أبي طالب منا السلام وأعلمه بأن قد طال شوقنا إليه. قلت : [ يا. ر ، ب ] ملائكة ربي هل تعرفونا حق معرفتنا؟ فقالوا : يا نبي الله وكيف لا نعرفكم وأنتم أول [ ما. ر ، ب ( خ ل ) ] خلق الله ، خلقكم أشباح نور من نور في نور ، من سناء عزه ومن سناء ملكه ومن نور وجهه الكريم ، وجعل لكم مقاعد في ملكوت سلطانه ، وعرشه على الماء قبل أن تكون السماء مبنية والارض مدحية ، وهو في الموضع الذي يتوفاه [ أ : ينوى فيه. ب : بنوافيه ] ثم خلق السماوات والارضين في ستة أيام ثم رفع العرش السابعة فاستوى على عرشه وأنتم أمام عرشه تسبحون وتقدسون وتكبرون ، ثم خلق الملائكة من بدو ما أراد من أنوار شتى ، وكنا نمر بكم وأنتم تسبحون وتحمدون وتهللون وتكبرون وتمجدون وتقدسون فنسبح ونقدس ونمجد ونكبر ونهلل
__________________
١. هذه الفقرة وما أشبهها وردت في روايات عديدة ومن طرق الفريقين.