قال المولى محسن الكاشاني الفيض في المقدمة الثالثة من تفسير الصافي :
ولما كان نبينا سيد الانبياء ووصيه سيد الاوصياء لجمعهما كمالات سائر الانبياء والاوصياء ومقاماتهم مع مالهما من الفضل عليهم وكان كل منهما نفس الآخر ، صح أن ينسب إلى أحدهما من الفضل ما ينسب إليهم لاشتماله على الكل وجمعه لفضائل الكل وحيث كان الاكمل يكون الكامل لا محالة ، ولذلك خص تأويل الآيات بهما وبسائر أهل البيت عليهمالسلام الذين هم منهما ذرية بعضها من بعض ، وجيء بالكلمة الجامعة التي هي الولاية فانها مشتملة على المعرفة والمحبة التابعة وسائر ما لابد منه في ذلك.
وأيضا فإن أحكام الله سبحانه إنما تجري على الحقائق الكلية والمقامات النوعية دون خصائص الافراد والآحاد ، فحيثما خوطب قوم بخطاب أو نسب إليهم فعل دخل في ذلك الخطاب وذلك الفعل كل من كان من سنخهم وطينتهم ... وذلك لان كل من أحبه الله ورسوله أحبه كل مؤمن من ابتداء الخق إلى انتهائه وكذا من أبغضه ... وكل مؤمن في العالم قديما أو حديثا إلى يوم القيامة فهو من شيعتهم ومحبيهم ، وكل جاحد في العالم قديما أو حديثا فهو من مخالفيهم (١) ...
هذه نبذة مما ذكره الفيض الكاشاني في مقدمة تفسيره وفي هذا الكتاب الذي بين يديك إشادة بالشيعة والتشيع وتنديد بغيرهم فربما يغتر الجاهل المتسمى بهذا الاسم فيخال إليه أن الاسم وحده ينفعه وأن الظاهر يغني عن الباطن وأنه الناجي والفائز ومع أن في هذا الكتاب وغيره تصريحات واضحة في تفسير الشيعة والتشيع كما في كلام الامام الباقر عليهالسلام أنه لا تنال ولايتنا إلا بالورع وإلا بالعمل كما في ح ٤١٥ وغيره لكن هذه المواضيع غير مبوبة ومرتبة حتى يقف الطالب على حده بدقة ووضوح لذلك ننقل هنا ما ذكره المحقق الكبير والفقيه الشهير الفيض الكاشاني قدس الله سره في معنى الشيعة ومعنى المخالف وتقسيم الناس بهذا الاعتبار كما ذكره في نهاية ج ٤ من المحجة البيضاء ص ٣٧١ ط قم قال :
ومن وفقه الله لمحبة صاحب هذا المقام وموالاته والاقتداء به والاهتداء بهداه والاقتفاء لاثره والتشيع له على طريقته ومنهاجه في حركاتة وسكناته وأفعاله وأحواله والوقوف على أسراره وعلومه بقدر طاقته وعلى حسب وسعه ويكون كلما أخطأ أناب فأصاب وكلما أذنب ذنبا رجع وتاب وكلما زل قدمه استقام وآب وتبرء من الطرق الباطلة والاهواء الزائغة وأهليها وزهد في فضول الدنيا وامتاز من بينها فهو الشيعي والخاصي والسعيد والناجي والمتعلم على سبيل النجاة والمؤمن الممتحن والمتقي والمقتصد وصاحب الميمنة وأهل