وأنكساغورس قال : انه الخليط وهو أجسام صغار غير متناهية من كل نوع من الأنواع عدد من تلك الأجزاء غير متناه اذا اجتمع من أجزاء نوع من الأنواع منها أجزاء ظهرت للحس
وذيمقراطيس قال : إن أصل العالم أجزاء كثيرة كرية الشكل لا ينقسم فكّا وينقسم وهما وهي متحركة لذاتها فاتفقت في بعض حركاتها أن تصادمت فحصل منها هذا العالم.
والثنوية قالوا : أصل العالم هو النور والظلمة (١). وفيثاغورس قال : مبادي العالم هي الأعداد المتولدة عن الوحدات (٢) والوحدة قائمة بنفسها ، فإذا عرض للوحدة وضع صارت نقطة ومن اجتماع نقطتين يتولد الخط ، والسطح من اجتماع خطين والجسم من اجتماع سطحين (٣).
لنا على الحدوث وجهان :
الأول : أنها لو كانت أزلية لكانت إما متحركة وإما ساكنة ، والقسمان باطلان فالمقدم باطل (٤) ، أما بيان أنها ليست متحركة فلوجوه :
الأول : أن الحركة ماهيتها المسبوقية بالغير وهو ينافي الأزلي.
الثاني : أن الحركات كل واحدة منها حادث قد تقدمه عدم فمجموع عدماتها سابق على وجوداتها ، فإن حصل معها في الأزل حركة لزم استواء السابق والمسبوق هذا خلف ، وان لم يحصل كانت حادثة.
__________________
منها وتحجر فهو الارض وما تخلخل من الارض بالنار صار ماء وما تخلخل من الماء بالنار صار هواء وما تخلخل من الهواء بحرارة النار صار نارا فالنار مبدأ ... (الملل والنحل ج ٢ ص ٨١).
(١) انظر : الشهرستاني ، الملل والنحل ج ١ ص ٢٤٤.
(٢) انظر أيضا : الملل والنحل ج ٢ ص ٧٥.
(٣) الف : السطحين.
(٤) ب : مثله.