احتياج في قوامها إليها ، وأيضا الحالّ هو المتشخص والعلة هي المطلقة فلا دور.
آخر ، قيل : التلازم لا يقتضي العلية كالمضافين.
جوابه : إنه لو لا علية أحدهما للآخر لأمكن فرض كل واحد منهما مع عدم الآخر ، فلا تلازم المضافان بينهما علية ولا دور إذ كل واحد يفتقر الى ما لا يفتقر إليه الآخر ، وفي الأخير نظر.
آخر ، قيل : الصورة تعدم والهيولى باقية فلا تكون علة.
جوابه : إن المعدوم ليس بعلة وما هو علة لا يعدم ، اذ المعدوم الصورة الشخصية والعلة الصورة الكلية وهي باقية.
تتمة : ذهب ابو البركات البغدادي الى أن الجسم واحد في نفس الأمر ليس بمركب من الأجزاء ولا من الهيولى والصورة (١) ، ونقل هذا المذهب عن الأوائل وقال : إنهم يعنون بالهيولى الجسم من حيث هو ويعنون بالصورة الصورة النوعية أعني النارية والمائية وغير ذلك ، والى هذا المذهب ذهب صاحب المطارحات (٢).
وذهب النظام والنجار وضرار الى أن الجسم مركب من أعراض هي اللون والطعم والرائحة والحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة (٣) ، وهو في غاية السخافة ،
__________________
(١) نقل هذا المذهب عن ابي البركات في كشف المراد أيضا (ص ١٥٠) ، وقال المحقق الطوسي في شرح الاشارات : انه زعم بعضهم ان مقادير الاجسام متساوية وقد مال الشيخ ابو البركات البغدادي الى مثل هذا القول في الارض وحدها (شرح الاشارات ج ٢ ص ٥٤).
(٢) وهو شهاب الدين السهروردي شيخ الاشراق ، وكان لا يرتضي على قول المشائيين في تركب الجسم من الهيولى والصورة وقد انكر ذلك عليهم اشد الانكار وقال : ان الجسم ليس الا المقدار القائم بنفسه (الشهرزوري ، شرح حكمة الاشراق ص ٢١٧).
(٣) نقل هذا المذهب عن النظام والنجار والضرار وحفص الفرد كما جاء في المتن ، قال الاشعري : «وكان النظام يثبت الالوان والطعوم والأراييح والاصوات والآلام والحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة اجساما الطافا» (مقالات الاسلاميين ج ٢ ص ٣٦). وقال البغدادي : «وزعم النجار أن