الحادي
عشر : قوله عليهالسلام : «أنت مني بمنزلة هارون من موسى الّا انه لا نبي بعدي » ، وهذا خبر متواتر بين الناس تأوّله الجمهور وحمله
المؤالف على المعنى الظاهر فكان ذلك اعترافا بقبوله.
ووجه الاستدلال
بهذا الحديث أن المراد بالمنزلة هاهنا جميع منازل هارون من موسى ، وأن من جملة
المنازل ثبوت الولاية له لو عاش بعد موته.
بيان المقدمة الأولى أن المراد بالمنزلة لا يجوز أن يكون منزلة واحدة والا لما صح
الاستثناء ولا ما هو دون الجميع لعدم الأولوية ولأنه يكون مجملا ، ولأن الناس
قائلان : منهم من قال : إن المراد بهذا الحديث منزلة واحدة وهي ثبوت الخلافة له في
حياته كما في حق هارون ، ومنهم من أثبت جميع المنازل ، والأول باطل لما بينا ،
فيتحقق الثاني والا لزم خرق الإجماع.
وأما المقدمة الثانية ، فلأن هارون عليهالسلام لو عاش لكان خليفة ، لأنه قد كان خليفته في حياة موسى فيجب
استمراره ، وإلا كان يلزم أن يكون خائنا في حياة موسى وذلك محال.
ولأنه كان شريك
موسى عليهالسلام في الرسالة فيجب طاعته عليهم بعد موت أخيه.
ولأنه كان معصوما
فيجب أن يكون خليفة لعدم عصمة غيره حينئذ ، والأخبار في ذلك كثيرة مشهورة يبلغ
مجموعه حدّ التواتر.
واحتج المخالف بوجوه :
احدها
: قوله عليهالسلام : اقتدوا باللذين من بعدي ابي بكر وعمر.
__________________