اجتمعا في شيء ظن أنه علم مغاير للتفصيل ، وليس كذلك.
وأبو هاشم منع من العلم الإجمالي قال : لأن المعلوم متميز والإجمالي غير متميز فهو غير معلوم ، والكبرى عندنا كاذبة ، اللهم الّا ان يعني بالتميز التميز التفصيلي من كل وجه فحينئذ يتطرق الكذب الى الصغرى.
مسألة : العلم بالكلي عبارة عن حصول صورة في الذهن يمكن انطباقها على ايّ فرد سبق الى الذهن من الأفراد الخارجية ولا تحقق للكلي في الخارج ، خلافا لأفلاطن القائل بالمثل (١) ، وهذا العلم مغاير للعلم بالجزئي.
وقد تجري لأبي هاشم منازعة هاهنا ، وزعم أن من علم أن كل ظلم قبيح ثم علم في ضرر معين أنه ظلم علم أنه قبيح بعلمه الأول ولم يتجدد له علم مبتدأ يعلم به قبح هذا الضرر المعين.
وهذا عندنا كاذب ، ووافقنا على ذلك قاضي القضاة.
وحجة أبي هاشم أنه لو علمه بعلم مبتدأ لصح أن لا يفعله ولا يعلم قبحه وإن علم أنه ظلم ، والتالي باطل قطعا فالمقدم مثله.
ونحن ننازعه في صدق الشرطية ، فإنه لم يبرهن عليها وكيف يبرهن على ما هو معلوم الكذب.
مسألة : العلم بالاستقبال ليس علما بالحال ، وجمهور المشايخ على خلاف هذا ، فإن من علم أن زيدا يدخل الدار في غد ثم جاء الغد علم دخول زيد بذلك العلم.
__________________
(١) وهي حقائق نوعية ازليه وابدية ، وقد نقل عن افلاطون انه يوجد في الخارج لكل نوع مثالا ، وهو فرد مجرد ازلي ابدي قابل للمتقابلات تشترك فيه الافراد ولا يعتريه الكون والفساد الذي يعتري الاشخاص. انظر عن نظرية المثل الافلاطونية الى : الشهرزوري ، شرح حكمة الاشراق ص ٢٤٩ ، وعن ردّ هذه النظرية الى : التفتازاني ، شرح المقاصد ج ١ ص ٤٠٥.