البحث السابع في الحرارة والبرودة
وهما مدركان لمسا فلا يحتاجان الى التعريف ، وما قيل : إن الحرارة كيفية من شأنها إحداث الخفة والتخلخل وجمع المتجانسات وتفريق المختلفات ، والبرودة كيفية من شأنها أن يفعل مقابلات هذه الأفعال ، خطأ ، لأن الحرارة والبرودة أظهر من هذه الآثار الصادرة عنهما.
وذهب بعض الأوائل الى أن البرودة عدم الحرارة ، وهو خطأ ، فإنا ندرك من البارد كيفية زائدة على الجسمية والعدم غير مدرك.
تنبيه : اعلم أن الحار يقال على ما يحس منه بهذه الكيفية كحرارة النار ، وعلى ما يكون ظهور هذه الكيفية منه موقوفا على ملاقاته لبدن الحيوان كالغذاء والدواء.
وفي الحرارة الغريزية وجهان :
أحدهما : هي الحرارة المحسوسة ، وهو الجزء الناري في الحيوان اذا بلغ طبخه الى الاعتدال ، فيكون مخالفتها لهذه الحرارة مخالفة عرضية من حيث إنها جزء المركب والحرارة الغريبة خارجة.
الثاني : أنها مخالفة بالنوع كحرارة النار ، وتكون الحرارة مقولة بالاشتراك على حرارة النار وهي غير ملائمة للحياة ، وعلى التي في البدن ، وعلى الحرارة الفائضة من الأجرام السماوية.
مسألة : لا شك في وقوع التضاد بين الحرارة والبرودة ، ولكن هل للحرارة ضد آخر؟
فمن الأوائل من جزم بالمنع بناء على أن ضد الواحد واحد ، ومنهم من توقف.