[أعمال دبيس المنكرة]
وجاء الخبر أنّ دبيس ذهب إلى غزيّة (١) ، فدعاهم إلى الشّقاق ، فقالوا : ما عادتنا معاداة الملوك ، فذهب إلى بني المنتفق (٢) ، فخالفوه ، وقصد البصرة ، وكبس مشهد طلحة والزّبير ، فنهب ما هناك ، وقتل خلقا كثيرا ، وعزم على قطع النّخل ، فصالحوه على مال ، وجعلوا على كلّ رأس شيئا (٣).
[القبض على الوزير شمس الملك]
وفيها قبض السّلطان محمود على وزيره شمس الملك عثمان بن نظام الملك ، لأنّ سنجر طلبه منه ، فقال أبو نصر المستوفي له : متى ذهب إلى سنجر لم تأمنه ، فأقتله وابعث برأسه. فقتله وبعث إلى الخليفة ليعزل أخاه ، فانقطع في منزله ، وناب في الوزارة عليّ بن طراد (٤).
[وزارة ابن صدقة]
ثمّ طلب الوزير ابن صدقة من الحديثة ، فأحضر ، واستوزر في ربيع الآخر (٥).
[استيلاء الأمير بلك على حرّان وحلب]
وفيها استولى الأمير بلك بن بهرام بن أرتق على حرّان ، وسار منها فنزل على حلب ، وضيّق عليها ، وبها ابن عمّه بدر الدّولة سليمان بن عبد الجبّار ،
__________________
= البداية والنهاية ١٢ / ١٩٣ ، الكواكب الدرّية ٩٠.
(١) غزيّة : بضم الغين ، وفتح الزاي ، وتشديد الياء ، وقيل : بفتح الغين ، وكسر الزاي ، وقيل : بفتح الراء المهملة. موضع قرب فيد وبينهما مسافة يوم. (معجم البلدان ٤ / ٢٠٣).
وفي الأصل : «غزنة».
(٢) في الأصل : «المتفق» ، وما أثبتناه يتفق مع : بغية الطلب (قسم السلاجقة) ٢٢٨.
(٣) المنتظم ٩ / ٢٤٥ (١٧ / ٢١٩ ، ٢٢٠) ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٦٠٩ ، ٦١٠ ، بغية الطلب (قسم السلاجقة) ٢٢٨ ، مرآة الزمان ج ٨ ق ١ / ١١١ ، العبر ٤ / ٣٩ ، البداية والنهاية ١٢ / ١٩١ ، شذرات الذهب ٤ / ٥٣.
(٤) المنتظم ٩ / ٢٤٥ ، ٢٤٦ (١٧ / ٢٢٠) ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٦١٤ ، تاريخ دولة آل سلجوق ١٠٨ و ١٣٢ ، النجوم الزاهرة ٥ / ٢٢٦.
(٥) المنتظم ٩ / ٢٤٦ (١٧ / ٢٢٠) ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٦١٥.